;
د. عبد الواسع هزبر المخلافي
د. عبد الواسع هزبر المخلافي

مخرجات الثانويّة والمعدّلات الوهميّة ! 1006

2017-07-31 16:23:18

هل تعرفون قصة(الأخدام) سابقا( المهمشون) حالياً، الذين كانوا مخزنين منسجمين (مبحشين) والمسجلة تضرب والبعض يرقص، وقد بلغوا مرحلة (الطّنانة) والساعة السليمانية؟! هؤلاء بينما هم على هذا الحال جاء لهم واحد "طيَّر بهم" جعلهم كلهم (شعر بتر)، أخرجهم من مقيلهم حفاة شبه عراة، قال لهم: أنتم هنا مخزنون وترقصون وتضحكون، ما تستحوش على أنفسكم ولا تخجلوا، هيا قوموا قامت قيامتكم، عيالكم الآن تضاربوا وتراجموا وسقطوا من فوق الجبل، وبعضهم معلق بالضاحة، وقدهم دم (يضيح)؟! قام الخُبرة يجْرُوا (مرابيش) يصيحون، يولولون، يصرخون، ويبكون، يا ولدي، يا ولدي، (يدوِّروا) عيالهم، أين أنت يا فلذة كبدي، وعندما تعبوا وأرهقوا، انتهت حرارة القات والتخزينة، وصَلُوا ولم يجدوا شيئاً في الواقع فانتبهوا وخرجوا من خيالهم، هناك ذكروا أنهم لا زالوا خاطبين وعادهم ماتزوجوش؟!!
🏮هكذا معظم طلبتنا وطالباتنا مخرجات الثانوية العامة لما سمعوا بأن الجامعة فتحت باب القبول والتسجيل في كلياتها بدءا بكلية الطب وأقسامها الجديدة جَرُوا واشتحطوا إلى الركب، زحفوا زرافات ووحدانا، كلهم يريد التخصصات العليا ولا يرضى عنها بديلا، طب بشري، طب أسنان، مختبرات، تمريض عالي، هندسة، حاسوب، صدَّقوا أن لهم معدلات حقيقية وأنهم أخذوها عن جدارة! انخدعوا بمعدلاتهم العلمية العالية، وصدقوا أنفسهم أيما تصديق، ونسوا كيفية الحصول عليها، بعضهم لم يختبر في الأصل، بعضهم اختبر لكنه لم يكتب سطرا واحدا في دفتر الإجابة من رأسه، في الثانوية العامة، في كل مادة اختبرها، وما يزيد طينهم بلة والأمر تعجبا هم آباؤهم وأولياء أمورهم الذين صدّقوا درجات المُعدل المرتفعة وبنوا عليها وعلى رغبات أولادهم الآمال والأمجاد.
🏮فأبناؤنا الطلبة والطالبات لا يقدُّرون أنفسهم حق التقدير، ولا يعرفون مستويات معرفتهم حق المعرفة، ومعهم قليل من الآباء والأمهات وأولياء الأمور، ففي امتحانات الثانوية هذا الطالب (لطش) له معدل ثمانينات وتسعينات بغير علم، فتجده يتشوق لما لا طاقة له به، فيختبر طب بشري برسوم مبلغ وقدره.. يسقط، يختبر صيدلة برسوم مبلغ وقدره.. يسقط، يختبر طب أسنان برسوم مبلغ وقدره.. يسقط، يختبر مختبرات وتمريض مميز برسوم مبلغ وقدره.. يسقط، فإذا لم يحالفه الحظ انتقل إلى الهندسة برسوم مبلغ وقدره، أو كلية العلوم التطبيقية فإذا سقط في الحاسوب، بعد ذلك ينتشر هذا الطالب في بعض الكليات، وهكذا يأتي الطالب بكل مناسك القبول والتسجيل في الجامعة، ويطوف بنفسه وبوالديه وولي أمره سبعة أشواط بعدد كليات الجامعة من كلية الطب والعلوم الصحية إلى كلية الحقوق، وكل شوط هم ناسكوه بثمن ورسوم، ولا رحمة، ولا شفقة، لا من الجامعة للطالب، ولا من الابن للأب، ولا من الأب للإبن، ولا من الأسرة للأب والإبن؟! ولا حتى من الطالب ذاته لنفسه وعقله؟!.
🏮على المتقدم للالتحاق بالجامعة (يشوف) خراجه، وما يناسبه وكفاءته، فلا يعتمد على معدله في الثانوية العامة، تلك النسبة المؤية الوهمية، فلا يغريه هذا الرقم ويؤمن به على أنه حقيقة، فهو فاضحه في الواقع التعليمي! وعلى الأب المثقف أن يحدد مستوى ابنه هو بنفسه، يعقد له دورات، يجري له امتحانات قبول أولية في البيت ويوجهه إلى الكلية والقسم الذي ينبغي أن يكون فيه ويهيئه نفسيا له، فما يخرج من البيت إلا وهو يعلم القسم الذي يناسبه، على الآباء وأولياء أن يقوموا بتجارب مع أبنائهم وليعلموهم بأن الطب ليس موضة، ولا لعبة، ولا نزهة، الطب مهمة صعبة عند ذوي الكفاءات والقدرات مسؤولية وتحمل أمانة، فإذا كان خريجه يهرب ثلاث أيام خائف من ضرب إبرة (حقنة) فكيف يريد يكون طبيب بشري، أو حتى بيطري، وإذا كانت رؤية الدم النازف تصيبه بالدوار والدوخة وتدخله في إغمائة فكيف به يريد يكون طبيب جراح؟!.  
🏮يدخل الطالب خمسة اختبارات قبول أو أكثر وقد ينجح وقد يرسب، لكن الطاقة الاستيعابية المحددة سلفا لا تسعفه ولا تسعه ولا تتحمله حتى وإن كان ناجحا، وذلك للتنافس والتمايز القائم فهناك طلبة أذكياء بحق وحقيقة.. ومع أن المواد التي يختبر فيها المتقدم اختبارات مواد موحدة ومكررة ( كيمياء، فيزياء، علم الأحياء، انجليزي) خصوصا في كليات: الطب والعلوم الصحية، الهندسة وتقنية المعلومات، العلوم التطبيقية )وإن اختلف الاختبار، فلابد من وضع آلية تحمي الطالب المتقدم للتسجيل توجهه وترشده للتي هي أقوَم له، وتحمي الجامعة من توجيه أصابع الاتهام والتشكيك في النوايا والمقاصد والأهداف في سياسة القبول خصوصا المالية منها.  
 ⏪ على الجامعة إيجاد نظام وآلية تنظم حجم مبالغ دفع الرسوم وكمياتها، وكم مرات يحق للطالب أن يمتحن ويدفع فيها رسوم، بل تعمل على تطبيق نظام يحمي الطالب من غبائه المهلك ومن طموحاته المفرطة، على الجامعة أن تسعى لنظام في القبول والتسجيل الجامعي يحمي الوالد من رغبات ولده الخيالية، وأحلامه المرسلة التي لا يقدر على تحقيقيها ولا ينجح في التقدم لها، أي على الجامعة مساعدة أولياء الأمور في توجيه أبنائهم الوجهة الصحيحة كعقد مؤتمرات للطلبة المتوقع التحاقهم بالجامعة وإرشادهم قبل التسجيل واختيار الرغبات وتعمل على توحيد اختبارات القبول في الكليات والأقسام المناظرة والمتشابهة، حتى لا يثقل كاهل الطالب، وعلى الجامعة أيضا أن لا تجعل نظام التسجيل والقبول الموسم المغري للتلاعب بعقول الطلبة والطالبات مما يغريهم أو يغرر بهم فيلقون بأنفسهم إلى التهلكة المادية والمعنوية في متاهات الجامعة وهم لا يشعرون، بل وهم في غمرة المعدلات العلمية العليا التي حصلوا عليها ظلما وعدوانا بالغش البواح وهم يعلمون؟!
أستاذ مشارك- كلية الآداب- جامعة تعز 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد