تطالعنا مواقع إخبارية مشبوهة وممولة من جهات معادية، بتقارير ومواد إعلامية تستهدف الجيش الوطني وقياداته ومنتسبيه وتشكيلاته، محاولة تشويه دوره وإنجازاته والنيل من قداسة المعركة الوطنية وتبخيس الروح المقاومة وإغراق الجميع بالتُهم والأراجيف والمزاعم الباطلة، هذا في الوقت الذي يخوض فيه جيشنا الوطني حرباً ضارية على جبهات كثيرة لاستعادة الدولة ومؤسساتها، مقدماً في سبيل ذلك خيرة قادته وضباطه وأفراده، في كل مواقع الشرف والبطولة والفداء بيقين راسخ في الانتصار.
وفي حين يدرك الجميع ما معنى أن تخوض معركة إعادة بناء الجيش بالتوازي مع حرب مستعرة في طول البلاد وعرضها؛ إنها بطولة استثنائية، وفصل ملحمي في تاريخ الجيش الوطني وشعبنا المقاوم.. لن تنالها الأكاذيب، ولن تحجب أمجادها المزاعم المتهافتة.
ومن تلك المواقع التي تعمل غالبيتها من الضاحية الجنوبية في بيروت، ومناطق سيطرة الانقلابيين موقع يسمى “العربي” الممول من حزب الله والذي نشر مؤخراً تقريراً بعنوان “الجيش اليمني.. فساد بالميري”.
يبدأ التقرير بإطلاق التُهم وتعميمها بصورة تفصح عن موقف عدائي مُسبق وتوجه واضح لإدانة الحالة التي يتناولها التقرير.
وحين يأخذ الأمر هذا المنحى ستبدو مصادر المعلومة مبهمة مصطنعة ومخترعة عن بُعد بشكل يُسهل تقمص الحديث باسمها، وإطلاق المزاعم والتخرصات بأريحية مطلقة وبدون تورع بل إن الفاضح أكثر أن الموقع لم يكتفِ بإحالة كمية التهم والتخرصات إلى “مصادر مجهولة” بل أبدع مدخلات جديدة على الصحافة الصفراء بإحالته معلومات خطيرة، بقوله “ويهمس كثيرون من الواقفين في صف الشرعية…” إذ كيف لفساد بهذا المستوى الذي يحاول تأكيده معد التقرير أن يبقى همساً ومن قبل كثيرين أيضا؟
تحضر الريبة منذ البدء، ويبدو الكذب المتعمد واضحاً لأول وهلة ويجد القارئ أن الأمر مجرد افتراءات وضغائن موزعة تكشف في المجمل عن الدافع والمدفوع.
يتصدى التقرير لقضايا لا يمكن مهنياً مقاربتها والتعامل معها إلا بالعودة إلى كل أطرافها وذلك وفق مقتضيات العمل الصحفي وأخلاقيات المهنة ووفق التقاليد المعتبرة والمتعارف عليها عموما.
إن محاولة اختزال الجيش في أطراف أو جهات أو الحديث عنه كمجاميع مسلحة أو ميليشيا أو مؤسسة مخترقة مقسمة الولاء وتتبع أشخاص.. كل ذلك لا يمكن التعامل معه إلا في سياق الحرب الدائرة ضد الوطن والشرعية وضد الجيش الوطني المقاوم والذي مازال بكافة منتسبيه قيادات وضباط وجنود يقدمون أرواحهم ودمائهم بسخاء في مواجهة شاملة ضد الإنقلابيين ورغم كل محاولات اجتثاث وتجريف المؤسسة العسكرية والإساءة لكل رموزها وقادتها فقد حملوا على عواتقهم مسؤولية التصدي للانقلاب وإعادة بناء ما خربه حلف النقمة والثأر وذلك بصبر وثقة ويقين راسخ بأهمية استعادة الروح والعقيدة القتالية وشرف الانتماء للوطن.
ولعله من المهم الإشارة إلى ما يتردد عن أسماء وأرقام غير موجودة.. فإن هيئة القوى البشرية بهيئة الأركان العامة تعمل منذ شهور على تصحيح كشوفات الجيش وضبط آلية دمج المقاومة بالجيش، باذلة جهوداً حثيثة لاستكمال ما حققته اللجنة الحكومية في هذا الصدد، وذلك في مختلف الألوية والمحاور العسكرية، وقريبا سيتم الانتهاء من تلك الإجراءات والتي من شأنها رفع مستوى جاهزية وكفاءة المؤسسة العسكرية وضمان قدرتها على تجاوز كل الصعوبات والدفع بها صوب إنجاز النصر الكبير لشعبنا وأمتنا وكل ما يناط بها من المهام الدفاعية المطلوبة، وهذا محط اهتمام ومتابعة قيادتنا السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى الدور التاريخي لأشقائنا في دول التحالف العربي في مساندة بلادنا ودعم قواتنا المسلحة في حرب المصير المشترك وضد كل مهددات وجودنا كوطن وكمحيط عربي ممتد.
أما عن التُهم المتهاوية التي يرددها كتبَة الانقلاب ومخبروه عن تعز الباسلة سواء في هذا الموقع أو غيره، حول انخراط أنصار جماعات متطرفة في الوحدات فإن الجميع يعلمون أن هذه الجوانب تنظمها آليات وتحددها معايير وضوابط وطنية صرفة مقرة بعناية داخل المؤسسة العسكرية وليست مرهونة بأمزجة واهواء خاصة ولا خاضعة لأية إملاءات أو تحيزات؛ وتجدر الإشارة إلى مدى بؤس ويأس تلك المحاولات الدائبة لصناعة “فوبيا” إرهاب داخل الجيش بهدف توجيه الرأي العام الداخلي والخارجي بعيداً عن مجريات الحرب والتحديات الحقيقية المتعلقة بمجمل الصراع حيث يعمد البعض إلى نسج صور متوهمة للواقع وابتداع هواجس ومخاوف يرون إمكانية تسويقها للخارج والضغط بها على الشرعية والجيش الوطني والمقاومة عموما، وما القاعدة والجماعات المتطرفة الا علامات لماركات مسجلة في سوقهم لا سواهم.
ويبقى القول إنه حيث أخفق الإنقلابيون عسكرياً في تجاوز وإضعاف نقاط القوة لدى الشرعية كمأرب وعدن وتعز يشرعون في استنفار أدواتهم الإعلامية لضرب كل روافع المقاومة وتشويه نضالات الجيش والمجتمع وتمزيق النسيج العام الملتحم في معركة الوجود والمصير المشترك، وذلك من خلال خلق بؤر توتر وإشعال فتن وإثارة نعرات وإيقاظ ضغائن وثارات وصراعات بينية وإحداث تباينات وانقسامات داخل الصف الوطني المقاوم، تتحول معها المعركة الى داخل الشرعية وعلى نحو يهزم الجميع ويضعف ثقة الأشقاء في دول التحالف ويضع الحالة اليمنية المقاومة في دائرة الشك والارتياب.
ومن المؤسف أن ينجر البعض مع هذه المخططات ويروج لها ويمنحها تصاريح مرور لإختراق الروح والوعي بسهولة ويسر وتواطؤ شائن ومقيت، كما أنه من المؤسف ان تنخرط في ذلك بشكل او بآخر مواقع وأقلام من داخل الشرعية أو محسوبة عليها ممن لا هم لها سوى تقويض الشرعية والتشويش على انجازاتها وتقديم صورا شائهة عن الجيش والتعامي عن بطولاته وتضحياته وصموده ومختلف أدواره التأسيسية منذ انفجرت الحرب واندلعت المواجهات.
ويقيننا أن الجميع يدركون عظم مسؤولياتهم التاريخية والوطنية ويعون جيدا حجم المخاطر والمهددات التى تواجه بلادنا وشعبنا الصامد والمصابر والمتطلع إلى الشرعية قيادة وحكومة وجيشا وقوى وطنية أمل خلاص في استعادة الدولة والحياة الحرة الكريمة.