يعمل الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن تبقى معه من قيادة جناح المؤتمر المؤيد للانقلاب بكل مالديهم من قوة وجهود وإمكانيات مادية وبشرية لإقامة فعالية مهرجان حاشد في يوم الرابع والعشرين من أغسطس القادم بميدان السبعين بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، ويهدف صالح- من خلال إقامة الاحتفالية بحجم كبير- إلى عدة أهداف أهمها لفت أنظار الشعوب إلى امتلاك صالح لقوة جماهيرية تواليه حزبياً حتى يتسنى له أن يلعب من خلال جناحه المؤتمري دورا إقليميا، بالإضافة إلى تهيئة المجال لتولي نجله أحمد رئاسة الحزب عبر إعلان ذلك في تلك الفعالية أو بعدها، ولعل الهدف الأهم هو تعويض جناح مؤتمر صالح من الخسارة التي لحقت به تنظيمياً وجماهيرياً وإعلامياً بسبب تحالفه مع الحوثي.
ميدان السبعين غير قادر على تعويض خسارة جناح مؤتمر صالح، كون الحوثي ألحق خسارة فادحة في القوة الجماهيرية والاجتماعية والتنظيمية المؤتمرية الموالية لصالح، فتوسع جماعة الحوثي في المحافظات التي لازال يسيطر عليها الانقلاب جاء على حساب جناح مؤتمر صالح الذي انضم كثير من قياداته وتأثر العديد من قواعده بالجماعة الحوثية وأصبح ولاؤهم لها، ومن الصعب أن تقوم فعالية جماهيرية حاشدة بالتعويض الحقيقي لتلك الخسارة.
تخيلوا أن صالح يعد لهذه الفعالية من قبل ثلاثة أشهر، وذلك عبر اللقاءات التنظيمية والجماهيرية التي عقدت، وحملة الانتساب وقطع البطائق، والتعميم الذي أصدره عارف الزوكا إلى كل الفروع بالإعداد للفعالية، فالإعداد المتقدم قبل الفعالية بمدة زمنية كبيرة وإقامة أنشطة تمهيدية كثيرة هو أكبر دليل على أن جناح مؤتمر صالح أصبح ضعيفاً، كونه عندما كان يمتلك قوة حقيقية يعد لفعالية كهذه خلال أسبوع.
فقط، وأما الآن فقد أصدر الزوكا تعميما للإعداد للفعالية بتأريخ 15/ 7 بينما موعد إقامة الفعالية هو بتأريخ 24/ 8، أي أن التعميم للإعداد قبل إقامة الفعالية بأربعين يوما، وهذا ما يجعل إقامة الفعالية بحجم كبير أمرا طبيعيا ولا يمنح أي مقياس قوة لصالح وجناحه المؤتمري كون فترة الإعداد كانت طويلة والميزانية المرصودة ستكون بالتأكيد كبيرة.
ميدان السبعين ليس مقياساً حقيقياً لقياس قوة مؤتمر صالح في كل المحافظات التي يسيطر عليها الانقلاب حالياً، ولا ننسى أن مؤتمريي امانة العاصمة فقط كانوا يملأون ميدان السبعين أسبوعياً في عام 2011، ومؤتمريي إب كانوا يخرجون لوحدهم بمسيرات مليونية في المحافظة الخضراء، وكذلك مؤتمريو الحديدة وحجة وذمار وغيرها، وبسبب تحالف صالح مع الحوثي انضم الكثير من قيادات المؤتمر وقواعده مع الشرعية، وتأثر الكثير بجماعة الحوثي وانضم لها، وهو ما جعل جناح مؤتمر صالح ضعيفاً جداً وفاقداً للعوامل التي منحه القوة والثقل الشعبي المطلوب، ولو كان صالح يريد أن يؤكد لنا أن جناحه المؤتمري لازال يمتلك قوة جماهيرية كبيرة، فعلية أن يقيم فعاليات جماهيرية في المحافظات التي لا زالت تحت سيطرة الانقلاب بنفس الزخم والحجم التي كانت تقام من قبل تحالفه مع الحوثي، أما أن يجمع كل من تبقى معه في كل المحافظات إلى ميدان السبعين، فهذا أمر غير مقبول لقياس القوة الحزبية وغير قادر على تغطية الخسارة وإعطاء مؤشرات حقيقية وواقعية تعوضها، بل يعتبر نوعاً من أنواع المغالطات التي يغالط بها نفسه وجماهيره والرأي العام المحلي والخارجي.