قيام جماعة الحوثي بإقامة فعاليات طائفية داخل الحرم الجامعي لجامعة صنعاء هو أكبر دليل على تركيز الجماعة على استهداف الجماعة لأهم الصروح العلمية والعقول الشابة من اجل غرس أفكار مغلوطة ومناهج كاذبة لتخرج أجيالا ملغمة فكرياً ومخدوعة مفاهيماً ومنحرفة مساراً واتجاهاً، ولعل الفعالية التي أقامتها جماعة الحوثي مؤخراً في كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء بمناسبة أسبوع الصرخة هي أكبر دليل على استخدام هذه الجماعة للزور والبهتان والمغالطات وتثقيف الجيل بالمفاهيم والشعارات التي تتناقض مع الواقع والفعل التي تمارسه الجماعة.
ذكرى الصرخة وأسبوع الصرخة هو الذكرى والأسبوع الذي ارتكبت فيه جماعة الحوثي أكبر أكذوبة تغالط بها عقول الشعب اليمني.
إنها الصرخة التي تدعو بالموت لأميركا ولم يمت سوى الشعب اليمني.
إنها ذكرى الصرخة التي جاءت بالموت للتعليم والموت للدولة ومؤسساتها والموت للنظام والقانون.
الصرخة التي جاءت بالموت للموظف الذي لم يستلم مرتباته والموت لليمني الذي لم يجد لقمة العيش بسبب الحرب والانقلاب الذي جاءت به جماعة الصرخة.
تحتفل جماعة الحوثي بذكرى الصرخة في جامعة صنعاء، وهي بالفعل الصرخة التي حققت الموت للجامعة والموت للتعليم فيها والموت للدكتور الجامعي الذي أحرمته راتبه واعتقلته وأهانته ولم تحترم مؤهله العلمي.
الصرخة تدل على أن جماعة الحوثي جماعة إرهابية دموية انتقامية كاذبة ومخادعة.
فالثقافة الإسلامية ودين الإسلام يتعايش مع الآخرين ويتخالط معهم حتى وإن كانوا أصحاب ديانات أخرى.
والموت لأميركا وإسرائيل لا يتطلب صرخة كصرخات المبردقين، وانما يتطلب صناعة وابتكار وحوار وسياسة واستخدام للعقل وليس استخدام للسان.
لن نحقق الموت لأميركا واسرائيل اذا كنا نسعى للقضاء على الدولة ونحارب النظام والقانون ونؤمن بحكم فردي يميز فرد عن البقية ويفرض الطبقات داخل المجتمع الواحد.
لن تموت أميركا واسرائيل عندما يقوم أصحاب الصرخة بإراقة الدم اليمني ويفجرون منازل اليمنيين ويحكمون الشعب اليمني بالفوضى والنهب والسلب.
إنها الصرخة التي جاءت بالموت للشعب اليمني، موت من الجوع وموت من المرض والوباء وموت من القهر.
النصر للإسلام لا يأتي بالصراخ ، وإنما يأتي بالدولة العادلة والمناهج والأفكار المعتدلة والأخلاق الفاضلة.
لم نجد أي دليل في القرآن يذكر أن المسلمين قوم أصحاب صرخة، فأصحاب الصرخة في القرآن الكريم هم
1- الشيطان:
﴿ما أنا "بمصرخكم" وما أنتم بمصرخي ، إني كفرت بما أشركتمون من قبل﴾
2- الإسرائيلي الذي استنجد بموسى عليه السلام:
﴿فإذا الذي استنصره بالأمس "يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين﴾
3- أهل النار:
﴿وهم "يصطرخون" فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل﴾
4- قوله تعالى {وان نشٲ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون }
بالإضافة إلى الحوثيين في اليمن الذي وجدناهم وشاهدناهم بأم اعيننا ومتنا نحن كمسلمين من صرختهم ولم يمت أحد من أميركا او اسرائيل.