نستنكر هذه الحملة الشعواء من السخرية ضد ما يحدث في ساحات اختبارات النقل.
ونقول ساحات لأن حياة اليمني عبارة عن معارك متلاحقة ومنها معركة النجاح وتجاوز خطوط الفشل في امتحانات شهادات النقل الأساسية والثانوية.
وفي المعارك الدراسية التي لا تمت بصلة لما يحدث في العالم الخارجي يجب أن ندرك أن كل شيء مسموح به من غش وانتحال ولصوصية معلومات وابتزاز معلمين وكل التكتيك الحربي الحاصل.
اليمن حالة استثنائية في زمن الإمامة وتذكروا وضعكم قبل خمسين عاماً حين كان هذا الترف العلمي غير متوفر بتاتاً..
التطور الملاحظ عن العهد الأول للإمامة هو هذا الانفتاح التعليمي غير المسبوق إطلاقاً كنظام تعليمي في أي دول العالم وقد حظي فيه أفراد الشعب بحرية الولوج إلى الفشل من أوسع الأبواب.
فلا داعي للعويل مع كل امتحانات سنوية..
ما دمتم تعرفون أننا عدنا لزمن الإمامة والجهل بلا تكلفة إلا الصمت..
هذا زمان المعلمون بلا أجور والمدارس بلا معلمين والتعليم بلا علم والطلاب بلا طموح أو أمل بالمستقبل.
طوال العام ونحن نبكي التعليم في اليمن وما امتحانات النقل إلا مسك الختام.
طوال العام والمعلم يمارس العملية التعليمية تحت إرهاب السلاح إن لم يداوم تم سحب درجته الوظيفية أو سحب روحه لجبهات الجهاد المقدس.
انضباط صوري في بعض مدارس كي يقال إن العملية التعليمية سارية المفعول؛ وتسرب للطلاب من مدارس أخرى نحو جبهات القتال كي تلحق بهم شهادات النجاح والتخرج من الدنيا بأكملها.
كتاب مدرسي يسير في طريق ومخرجات تطير في الهواء ومؤامرة تتربص بمناهج ستعود بالجميع إلى الوراء وخلف الورى.
وتأتون أنتم لتسخروا من الغش؟!! وقد صار نهج حياة؟!!
تستكثرون على طلابنا المساكين سرقة النجاح الفاشل وقد سرقت الدولة الفاشلة بأكملها؟
تطالبون الطالب بالنجاح بمجهوده وهو في النهاية حياته تصبح مجرد مجهود حربي؟
هل تعلمون أن تغيير الشعوب والأمم يبدأ من المدارس ومن التعليم؟
لهذا تعليمنا ينخر فيه سوس الفساد وسوس الغش وسوس الفشل..
إذا كانت ساحات القتال جبهات مشتعلة بالقتل والتدمير فساحات التعليم أيضا جبهات تشتعل بقتل العلم والطموح والنجاح المستحق لمن أراد الاجتهاد ليتساوى بالفاشلين في وضع سماته الفشل الذريع.
هنا في مدارسنا تقتل هوية اليمني ويوضع في ذهنه أن طبل للقرع عليه والبرع فقط.
إن ما يحدث الآن من عملية مسخ وامتهان للتعليم في أقبح صورهما هو أمر مخطط له ومعد لحدوثه تحت أشراف المليشيا الحوثية من أجل قتل روح التعليم والتحصيل في ذهنية الطالب اليمني كي تكون مخرجات هذه العملية المشوهة شعب جاهل مفرط في الجهل المركب.
ببساطة هو تسهيل لغزو الأمية والجاهلية الأمامية ولكل بصورة عصرية أشد قبحا من غلق المدارس وإنهاء عملية التعليم برمتها.