قاعدة البناء والمقاومة والصمود في الوقت نفسه.. تلك هي من اتخذتها قيادة محور تعز طريقاً واضحاً في ما حققته وبذلته من جهود وإنجازات وما زالت في كافة المجالات بالنسبة لتفعيل دور المحور وعملية دمج المقاومة في الجيش وهيكلة وتفعيل وترتيب الألوية إدارياً وعسكرياً وميدانياً وتحديد مسرح عمليات لكل لواء.. وردف وإسناد إدارة الأمن داخليا، رغم شحة إمكانياتها فضلاً عن تفعيل دور الشرطة العسكرية والقيام بمهامها تدريجيا.. إضافة إلى ترقيم الأفراد المقاتلين والمقاومين وكل من شارك وكان له بصمة ووجود في المقاومة، وكذلك تثبيت أرقامهم واعتماد مرتبات لهم ضمن قوام الجيش الوطني وأيضا استخراج مرتباتهم وصرفها؛ وهو أمر لم يكن لتعز أن تحظى به وتناله ولو مجرد أمنية لصعوبة الحصول عليه والعوائق طيلة العقود السابقة نتيجة تهميش هذه المدينة سواء من ناحية ترقيم الآلاف من أبنائها في مؤسسة الجيش والأمن أو من ناحية الضغط وبذل الجهود خلال هذه الفترة الراهنة في تثبيتهم واعتماد مرتباتهم وصرفها.. وخطوات كهذه تعد إنجاز عظيم بالنسبة لمدينة تعيش وضعاً استثنائياً بين حرب وقصف وقتال وحصار وخذلان أيضاً.
ليس هذا فحسب بل إن قيادة محور تعز بجانب كل ذلك تؤدي مهامها الأساسي في الميدان القتالي بالشكل الثابت والصامد والمدافع والمحرر دون الرجوع الى الخلف مهما كلف الأمر.. وكان لها الدفع الأكبر في تغيير المعادلة العسكرية على الأرض منذ أكثر من عام؛ وعملت على وضع آلية وترتيب وتنظيم لمسرح عمليات القتال والمعارك وطبيعتها في مختلف الجبهات في المدينة وريفها بخطط عسكرية بحتة،، واستطاعت تدريجيا بإدارة وعزيمة وبسالة الأبطال المرابطين وكل المخلصين المناضلين من تحقيق نجاحات وإنجازات عظيمة، وتحرير مساحات شاسعة حتى تمكنت من دحر المليشيات الانقلابية إلى أطراف المدينة في الحوبان شرقا والضباب والربيعي غربا وكذلك الصلو جنوبا والدفاع الجوي والوعش شمالا،، بعد ما كانت محصورة في إطار شارعين وسط المدينة
ورغم كل ذلك فإن ثمة عائق في طريق هذا العمل المؤسسي والإداري والميداني للمحور.. وذلك بعد ذهاب بعض أبناء القوات المسلحة ممن شاركوا إخوانهم في بداية مقاومة المليشيات والمخلوع إلى محافظات وجبهات أخرى كمأرب وميدي ونهم وغيرها ممن تمتلك مقومات الدعم العسكري والمالي أيضا؛ على عكس مدينة تعز التي تركت دون دعم مقارنة ببقية المحافظات وخاصة في الجانب المالي.. وهو ما دفع بعض الجنود إلى مغادرة جبهات المدينة في بداية المقاومة وذلك لظروفهم المعيشة ولكونهم يعولون أسر في ظل توفر الدعم المالي في الجبهات التي ذهبوا إليها، وهذا أثر سلبا على الأداء في محور تعز بكون أولئك يمتلكون خبرات كافية لتحقيق الأهداف المطلوبة.. إلا أن ذلك لا يعني التقليل من الأداء او عدم مليء الفراغ بقدر ما يكون عائق وتحديات كغيرها ممن تم معالجته و يتم تعويضها وتداركها بالشكل اللازم وكما تتطلب المرحلة في المدينة،، وهو الذي استطاع محور تعز أن يلملم الوضع ويملأ الفراغ قدر الإمكان رغم كل التحديات العالقة في سبيل ذلك.
وأمام هذا فإنه من الإجحاف أن نستنقص أو نقلل من كل هذه الجهود والعمل المكثف الإداري والعسكري الميداني الذي يبذله الجيش الوطني في محور تعز قيادة وأفراد،، في مدينة تعيش وضع حرب وحصار ومعارك متواصلة غير متكافئة في ظل غياب الاهتمام الحكومي إضافة إلى الدعم المحدود والضئيل والإمكانيات المحدودة التي يمتلكها الجيش مقارنة بما لدى المليشيات الانقلابية؛ وبلا شك فإن ذلك هي المسؤولية الموضعه على عاتق قيادة الجيش الوطني في محور تعز ولا بد من تلبيتها بتكاتف وتضافر جهود الجميع،وفي المقابل وبكل تأكيد فإن عملية تجاوزات وإشكاليات وثغرات أيضا تواكب هذه الخطوات ولا بد من معالجتها و وضع حد لها؛ وهي طبيعية نتيجة الوضع الراهن ومرحلة تأهيل وتفعيل مؤسسات الدولة وخاصة العسكرية والأمنية من نقطة الصفر بعد هدمها ونسفها وبعثرتها إلا أن الأخطاء والإشكاليات واردة والعمل على معالجتها واجب ومسؤولية لتلافي أي إرهاصات أو عوائق قادمة رغم المرحلة الحرجة التي نمر وتمر بها المدينة والبلاد.. ولا بد علينا أن ندرك حجم هذه الأعمال والجهود وأن نكون في وضع الردف والإسناد لأي توجه إيجابي وخطوات عملية، وأن ننتقد أي سلبيات أو أخطأ بهدف التصحيح وليس بهدف تشويه صورة الجيش والنيل منه والتبجح وحرف مسار الهدف والقضية..
فيجب أن نقف في إسناد الدولة ومؤسساتها وخاصة العسكرية بكونها تعتبر وليدة اللحظة وجاءت من رحم المقاومة الشعبية المجتمعية وهي حامية البلاد والمعنية بالحاضر والمستقبل لتطهير الوطن وتحريرنا من جحافل التمرد وخفافيش الظلام.