هكذا كتب أحد أساتذة اليمن العظماء وأدبائها ونقادها الكبار، وناشد كل الكتاب وأرباب التأليف، ورجال الإعلام والصحافة ورجال القانون والمحاماة والخطباء والعلماء وأصحاب الثقافة والساسة والقادة وملاك الطبع والنشر بعدم إطلاق مصطلح (الحالمة) على تعز ووصفها بهذا اللقب التائه الغارق، فإنه لقب لا يتناسب معها أبداً ولا يتناسب مع اسمها الذي فيه القوة والحقيقة والعزة، فإن في إطلاق (الحالمة) على تعز وذلك لمسوغات فكرية، ومبررات ثقافية وموجبات ثورية وأمنية وعسكرية، ووقائع تاريخية وحيثيات متحققة فيها، فليس لتعز صلة من قريب ولا من بعيد بهذا اللقب العائم النائم ولا بهذا الوصف الضبابي الهائم، فإن هذا الوصف نتج عن جهل تاريخي وسياسي ونضالي لهذه المحافظة وأهلها، وأن هذا الوصف (الحالمة) عندما يسمع في خطاب أو لما يقرأ في مقال في مقال فإن هذه الكلمة تضايق العقلاء والحكماء والأدباء والنقاد كثيرا، وعليه فإن ما تستحقه تعز هو واحد من هذه الألقاب والأوصاف أو مجموعها (الثائرة، المناضلة، المقاومة، المجاهدة، الحرة)..
إذ قال حفظه الله ما نصه:(( مصطلح الحالمة لقب لا يتناسب أبداً مع عظمة تعز وعزتها وواقعيتها منذ أن وجدت في القرن الخامس، لذا الأليق لها أن تسمى (الثائرة) لأنها ثائرة منذ تأسيسها حتى اليوم.. الحالم لا يثور؟! الحالم رومانسي بعيد عن الواقع؟! وليست كذلك تعز حتى اسمها (تعز) لا يتناسب ومصطلح الحالمة الذي ابتدعه بعض الأدباء عن جهل بطبيعة تعز.. تحياتي لكم دكتور عبدالواسع هزبر المخلافي على إبداعك، وإنما ضايقتني هذه الكلمة في الحلقة الخامسة من سردك الأصيل.. تحياتي)).
أجبته فقلت: ألف شكر لك يا دكتور وأستاذنا الناقد الكبير، لقد جئتنا الليلة بجديد ومفيد حول لقب ومصطلح طالما نردده ونطلقه فيما نقول ونكتب ونقرأ، ونصف به تعز ومحافظ تعز، ونسميها به غصباً عنها وتحت الإكراه، وينطلق الأدباء والكتاب والمثقفون فيه من جهل وتقليد، أما السياسيون والحكام، فلهم بهذا الوصف مآرب، فكأن هذا المصطلح سياسي جعل من تعز دائماً تحلم وهي نائمة، وتحلم أيضا وتتخيل هي يقظة، وتصبح تلهث وراء أحلامها وواقعها يقول غير ذلك؟! وتستيقظ وهي تجري وراء سراب بقيعة، وممكن تعيش ساعات، وتحلق في فضاءات التنمية الشاملة المتحققة ومظاهر المدنية والحضارة المادية والمعنوية في عالم أضغاث الأحلام، وسرعان ما يتبدد هذا العيش بيقظة مفاجأة على إثر نومة عميقة أو غفوة غافلة، وإذا بها على أضغاث أحلام قد تلاشت ورؤيا منامية غير صادقة..
عقّب أستاذنا وأديبنا فقال: أحسنت دكتور صحيح ربما يكون مصطلحاً سياسياً للسخرية منها وتثبيط همم أجيالها وجعلها مجرد مدينة حالمين لا حول لها ولا قوة لقتل نعرتها الثورية لأنها هي من أشعل ثلاث ثورات، ثورة 1955، وثورة 1962، وثورة 1963، في الستينيات كما يقول الكاتب جمال الشخصي كان هناك يافطة معلقة على الباب الكبير بتعز تقول "ادفع ريالا تقتل جنديا بريطانيا"، وهي التي آوت ثوار الجنوب وناصرتهم، وهي التي أشعلت الثورة الشبابية الشعبية السلمية 2011 راجع بحث للدكتور/ سلطان المعمري بعنوان"..."منشور في العدد الخامس من حولية كلية الآداب جامعة تعز.. وقل لك حالمة!! ولماذا اتخذها الإمام أحمد عاصمة إلا للسيطرة على أي بادرة ثورية وكتمها في مهدها وهي المخططة للثورات عبر التاريخ اليمني وآخرها ثورة 2011 السلمية، وثورة 2015 المسلحة في مواجهة الانقلاب …
جاء هذا في معرض تعليق وتعقيب هذا الأستاذ الدكتور الكبير على الجزء الخامس من الحكايات السردية تحت عنوان( تعز تمتلك آليات دحض الصّخرَات والصَّرَخَات) بمناسبة الانتصارات التي تحققت في العام الماضي في الجبهتين الشرقية والغربية التي كانت تمهيداً لانتصارات الجبهة الشرقية ودخول ساحات وباحات من القصر الجمهوري والتشريفات في هذا العام وخصوصا في هذه الأيام الرمضانية . فينبغي أن تفقه الأجيال التعزية وتثقف الناس بهذه المعلومة النقدية الطرية، فما أعظمها من فائدة، والحق مع أستاذنا الجليل ولقد صدق وأصاب، وسيبدأ التطبيق من عندي في عدم إضافة كلمة (الحالمة) إلى (تعز) في مقالاتي ومنشوراتي ومداخلاتي وجميع كتاباتي وقد دشنت منهجي الجديد من بعد هذا المداخلة من العام الماضي.