;
أحمد عبدالملك المقرمي
أحمد عبدالملك المقرمي

حزيران المُر.! 1130

2017-06-05 03:29:24

كارثة 5 حزيران 1967 بسبب العدوان الصهيوني على البلاد العربية؛ لا أدري سبب تسميتها بالنكسة، مع أن النكبة فيها لا تقل - إن لم تزد - عن نكبة 48 م؟.
معروف أن النكسة تطلق على مريض تماثل للشفاء ثم انتكست صحته، فمتى تماثلت الأمة بعد نكبة 48؟..
لقد بدا أن الذين كانوا يتحدثون عن الحرب والاستعداد لها في 67، لم يكن أكثر من معارك في الإعلام ليس إلا، وهو ما صوره الشاعر البردوني بقصيدته العصماء، في ذكرى أبي تمام حين قال:
وقاتلت دوننا الأبواق صامدة
أما الرجال فولوا ثم أو هربوا!
لقد كانت نكبة كبيرة أن يستكمل الكيان الصهيوني احتلال فلسطين، بانتزاع قطاع غزة من مصر التي كانت تديرها، والضفة الغربية من الأردن، ومرتفعات الجولان السورية، التي لم يجد المحللون العسكريون مبررا لسقوطها بسبب تحصيناتها الطبيعية، أضف إلى ذلك سقوط شبه جزيرة سيناء بكاملها بيد الصهاينة.
واضح - من النتيجة المأساوية للحرب تلك - أن العرب يومها لم يدخلوا الحرب مستعدين ولا متحدين، فكان أن دفعت الأمة جميعها الثمن المر.
ذاك التفريط يلزم النظام العربي أدبيا و قانونيا - ناهيك عن القضية المبدئية - على أن يعيدوا للفلسطينيين ما فقدوا من فلسطين في 67 (الضفة والقطاع) بسبب الحرب التي أداروها، وأن التخلي عن القضية الفلسطينية، وفي حدها الأدنى ما تسببوا بخسارته، لا يسوغ ولا يعطيهم أي عذر أو مبرر للتخلي؛ حتى يعيدوا ما تسببوا بخسارته.
لقد بدا واضحا أن التماسك العربي - يومها - كان رخوا، إلى الحد الذي تسبب بحدوث النكبة الثانية !..
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد خمسين عاما من النكبة - التي سميت نكسة كتخفيف للكارثة - هل استفاد العرب من تلك الهزيمة، بأن ولدت لديهم عنصر التحدي، فانطلقوا للعمل والتغيير فراجعوا سياساتهم، وأدائهم الحضاري والنهضوي، وعملوا على بناء الحد الأدنى من تقوية وتمتين علاقاتهم وتكتلاتهم وتحالفاتهم؟.
أم أنهم لم يفيدوا من تلك الكارثة شيئا، وظلوا في غفلتهم سادرين؟ تحكم علاقاتهم الخلافات البينية، والصراعات الدائمة، والتربص ببعضهم، إلى حد الاستعداد لأن يذهب البعض لخوض معارك تصفية حسابات جانبية لا تخدم إلا الأجنبي ؟
يبدو أن العلاقات العربية - للأسف - في أضعف مراحلها ، فبعض تلك العلاقات محكومة بالمناكفة و تصفية الحسابات التي لا تنتهي، و التي لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة ؛ و تجد أن لا مبرر لتلك الخصومات البينية، و أنها ليست ذات سبب إلا المناكفة، و الأهم من ذلك غياب المشروع العربي، الذي حل محله أن التمسك بالكرسي و البقاء في السلطة مقدم على أي قضية أخرى ! و لو على حساب العلاقات الأخوية و على حساب الشعب نفسه، يوم أن تحاصر بعض الشعوب بالسجون و الحديد و النار.
حري بالأمة أن تعمل جاهدة على تصفية خلافاتها، وبناء وحدتها وتماسكها وتقديمها بصورة نموذجية، وأن تستفيد من درس النكبة التي تلاحقها وألا تتنكر لقضيتها الأولى: فلسطين..! 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد