قال تعالى:[[ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة]]" البيّنة:5 " [[قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين()لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين]] " الأنعام: 162- 163".
🔴 لم يخلق الله خلقه من الإنس والجن إلا ليعبدوه، وأن العبادة الشاملة لله لاتكتمل إلا بالنية والإخلاص، والنية والإخلاص وتجريد العمل لله عمل من أعمال القلب، بل من أساسياته وثوابته، ولا بد من إخلاص المؤمن دينه وإسلامه وأخلاقياته وسلوكياته لله سبحانه وتعالى على الشمول بدون استثناء، هكذا كله لله جملة وتفصيلا، طهارات وعبادات ومعاملات وشرعيات، وشعائر وسياسات، تنظيرات وتطبيقات، أقوال وأفعال قلبية وعقلية وجوارحية، دعوات وهدايات، فرائض وواجبات، فعل ترك المنهيات والمحرمات، الإتيان بفعل أوامر المطلوبات، في كل حالات السلم والحرب، والجهاد والمقاومة، والحوار والملاومة.
🔴 المؤمن الصادق صاحب الشخصية الإسلامية التوازنية التكاملية تكون حياته كلها لله رب العالمين، صلاته وتسبيحه، ونسكه ومسلكه ودعوته وجهاده وسلمه ومحياه ومماته بكل ما تحمل كلمة (محياي) من معاني الحياة الشاملة في كل الجوانب والتوجهات والاهتمامات والتصورات والاعتقادات، وهو الأمر الذي عبرت عنه الآية الأخرى في قوله تعالى:[[ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا]] بسعة مفهوم الجهاد في سبيل الله، وشموله واستغراقه لمعاني حياة الإنسان المؤمن.
💥وكم هي الآيات القرآنية التي جاءت في كتاب الله تعالى لتأمر المسلمين بالتزام هذا العمل القلبي الأساس وتحثهم عليه، وترشدهم إليه، بشتى الأساليب ترغيبا في فعله وترهيبا من تركه. وهو ما ثبت في القرآن المكي أكثر منه في المدني؛ وكأن علة ذلك أن الإخلاص يتعلق بتجريد التوحيد عن الشرك، وتصحيح العقيدة، واستقامة الوجهة. وأيضا المرحلة المكية هي مرحلة بناء قواعده وتأسيس ثوابته وأوتاده ؛ فناسب أن تكون مرحلة مكة في الإسلام والتنزل القرآني مرحلة تأسيسية لمصدر الإسلام ومنطلقه الأول وتثبيت للإسلام كله، وتجريد للعقيدة برمتها في أول بناء مداميكه مثله مثل تصحيح النية والإخلاص وتجريدها قبل القيام بالعمل المراد فعله على المستوى الشخصي للإنسان المؤمن، فاهتمام القرآن المكي بتكثيف آيات النية والإخلاص، وتصحيح العمل لله في بداية النزول في أيام تثبيت التوحيد والعقيدة، كاهتمام المسلم بتصحيح العمل في بداية الشروع فيه بالنية والإخلاص وجعله لله لا شريك له!
💥 واقرأ في القرآن من هذه الآيات الدالة على كثير من أمثالها المنشورة والمبثوثة في صفحات القرآن الكريم، وعلى وجه الخصوص في القرآن النازل في العهد المكي، قال تعالى: [[إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين() ألا لله الدين الخالص]]" الزمر: 2-3 "، [[قل الله أعبد مخلصا له ديني() فاعبدوا ما شئتم من دونه ]]" الزمر 14-15"، [[ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا ]]" النساء:125"، [[فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا]]" الكهف: 110" .
💥 ولا معيار للأعمال، ولا ميزان لها حتى تقبل عند الله إلا بالنية والإخلاص وتجريد العمل، قال صاحب كتاب توجيهات نبوية على الطريق: " فمن قصد بكل ما يصدر عنه من سلوكيات وتصرفات ربَّه وحده دون رياء أو شرك، فهذا الذي وقع من ذو قيمة كبيرة، ومآل الرضى والقبول من الله سبحانه وتعالى، ومن قصد به غير ربه، فلا قيمة له، ومآله الرد وعدم القبول " " السيد نوح، ج2، ص243".
📖 قال تعالى: [[ من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا() ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ]]" الإسراء: 18-19"، وقال:[[ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغا مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ]]" النساء 114"