لا أسوأ من طباع الضباع، فالضباع لا تملك نبل المواجهة، ولا تحترم مبادئ الشراكة لا في الصيد ولا في الأكل، لذا تقتل الضباع بعضها وقت الجفاف وتفترس بعضها مع أول تجربة جوع، والضباع طفيلية تقتات على بقايا فرائس الحيوانات الأخرى، والضبع في ذاكرة العرب غدار وجبان ويمتاز بالنذالة..
في السياسة يعتبر مصطلح تحالف الضباع إشارة إلى هشاشة ذلك التحالف وإمكانية ان تنقلب أطراف التحالف على بعضها في أي لحظة، وهذا ما نعيش تفاصيله اليوم في قصة تحالف المخلوع والحوثي، فقد شنّت وسائل الإعلام التابعة للمخلوع حملة ضد عبدالملك الحوثي بعد التقارير التي تحدثت عن نية عبدالملك الحوثي للغدر بالمخلوع، انتبهوا أرجوكم، التوتر واضح بعد أنباء وليس فعلاً واضحاً على الأرض وهذه إشارة لهشاشة التحالف، هكذا ومع أول تحد حقيقي لمعرفة متانة العلاقة بين أطراف الانقلاب، وسائل الإعلام التابعة للمخلوع فجأة تذكّرت أن الحوثي زعيم مليشيا وغير قادر على البناء فأخذت تستضيف المناوئين له وبيان علاقتها بإيران، تلك العلاقة التي يعرفها الجميع ولا تحتاج إلى دلائل، هكذا أصبحت الضباع تنتظر الفرص لافتراس بعضها البعض، الحوثيون من جانبهم لم يتركوا فرصة للتنكيل بحلفاء المخلوع إلا وانتهزوها انطلاقاً من إهانة الضباط التابعين للمخلوع مروراً بوزراء المخلوع وصولاً إلى المخلوع نفسه، مصادر مطلعة في صنعاء أكدت أن ميليشيات الحوثي أعدت كشوفات بأسماء ضباط وأفراد وقيادات تابعة للحرس الجمهوري لإرسالهم قسراً إلى محافظة صعدة لتلقي دورات ثقافية تتوافق وتوجهات الجماعة...!
هذه التطورات تأتي بعد أيام من اعتقال مليشيات الحوثي لقيادات مقرّبة من المخلوع في عمران وحجة وذمار وطرد قيادات أخرى من الحديدية والمحويت، وتأتي هذه التطورات أيضاً بعد أيّام من بث وسائل الإعلام المقرّبة من الحوثيين فيلماً وثائقياً يتهم المخلوع بقتل بدر الدين الحوثي شقيق عبد الملك، إذاً إنها النهاية المتوقعة فقد كان تحالفهم تحالف ضباع لا أكثر، تحالف ضد اليمن والعروبة، تحالف مصالح وسراق ليس إلا.
لمحة
أخبرني أستاذي المصري حسن أبو العلا -رحمه الله- أن الصحافة مهنة العاطلين عن العمل أعتقد أنه لو عاش حتى زماننا هذا وشاهد الخبراء الإستراتيجيين الذين أصبحوا أكثر من المطربين لغيَّر رأيه وقال التحليل الأمني والعسكري مهنة العاطلين عن العمل.