أنتجت مليشيا الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح فيلما بعنوان "الوجه الآخر للإصلاح" مدته ساعة ودقيقة، ونشر على نطاق واسع في أكثر من قناة تابعة للمليشيا على موقع يوتيوب.
الفيلم استخدم مختطفين لدى المليشيا ليظهروا ويتحدثوا تحت الإكراه عن تجربتهم في الحزب كنصر السلامي وخالد النهاري ووليد الزين وقابوس الشامي ومحمد الرياشي، وهي شخصيات تم اختطافها وتعرضها للتعذيب من قبل مليشيا الحوثي في أوقات سابقة.
خرج الفيلم بنتيجة أن هناك تضليل طال تنظيم القاعدة في الجرائم التي ارتكبتها داخل اليمن، بينما جرى التستر على ما يرتكبه حزب الإصلاح على حد تعبير القائمين على الفيلم.
يعتبر الفيلم أن عملية التصدي للمليشيا الانقلابية قبيل اجتياحها للعاصمة صنعاء، واحدة من وسائل الإرهاب التي مارسها حزب الإصلاح.
تحدث القائمون على الفيلم أنه صدر عن وزارة الداخلية الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي والمخلوع في العاصمة صنعاء، وأعده فريق عمل يتكون من أربع مؤسسات عالمية، وثلاث جهات أمنية، ولم يتم الإفصاح عن هوية تلك الجهات.
ليس جديد على المليشيا أن تمارس هذا التزوير والتضليل المنهج، وتسعى لتزييف وعي الناس في المناطق الخاضعة لسيطرتها بهذه الأفكار، فمنذ اللحظة الأولى لظهور سيد المليشيا عبدالملك الحوثي، وهو يردد نفس التهم بحق حزب الإصلاح وغيره من القوى السياسية المحلية والدول الخارجية.
لكن أن تمارس جماعة الحوثي الإرهاب بحق شعب كامل، لأكثر من ثلاث سنوات، منذ الانقلاب في العام 2014م، وقبلها تمرد على الدولة منذ العام 2004م، ثم تأتي اليوم لتقدم نفسها حمامة سلام، بينما هي غارقة في الإرهاب والفوضى، حتى أخمص قدميها فليس من وصف لهذا سوى قمة الدناءة والانحطاط.
علينا أن نتخيل فقط حجم التعذيب والإكراه والضغوط التي تعرض لها المختطفين في سجون المليشيا لإرغام المتحدثين على الظهور بذلك الشكل بالفيلم الخطيئة.
لذلك لم يكن انقلاب المليشيا في اليمن مجرد انقلاب سياسي على منظومة الحكم فقط، بل كان انقلاب شامل على مختلف مفاهيم الحياة، وقيم المجتمع، في اليمن.
ومن الواضح اليوم ان هناك ربط مكشوف في الخطاب الذي تتبناه مليشيا الحوثي، ويتوافق مع طرح تسوقه شخصيات وأطراف وتيارات أخرى داخلية وخارجية تتبنى مثل هذه اللغة والتوجه، وتسعى لشيطنة الرئيس هادي وحزب الإصلاح، وكل من يؤمن بالشرعية الناصعة للرئيس هادي.
لذلك تجد أنصار هذا المحور يتحركون في مساحة يستطيعون من خلالها إيصال رسائل خارجية ومحلية لتتطابق وجهات النظر بين الجميع، بما يوحي أن هناك شيء ما يجمع الطرفين.
من المؤكد ان الفيلم يستبق أشياء كثيرة ستلجأ لها المليشيا في قادم الأيام، وتستهدف حزب الإصلاح دون غيره من القوى التي تعتبرها مؤيدة لما تسميه العدوان.