;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

تجنبوا بركان عدن 1422

2017-04-23 15:22:51

آه ماذا عسى أن أقول والحسرة تملأ قلبي؟!، عليك يا عدن المدنية والسلام يا طيب العشرة والقلوب الصافية على وجه المعمورة، لم تؤذ أحداً بل تأذيتي من الكثير، لم تهاجمي بل هاجمك المغرضون، لماذا يعاقبونك إذاً؟! ما ذنبك؟ وما مبرر ما يحدث من حصار وعقاب بالخدمات العامة والمعيشة، كلما برز تحسن في جزئية تسوء جزئية أخرى.
محاسن وجمال جولات شوارعك ببائعي الفل والريحان، وعشقك للنغم والحب والتسامح الممزوج بوطنية الأرض والإنسان، اليوم صرتي مرتعاً لبيع السلاح والذخيرة، من لم يمت فيك عمداً بالرصاص مات بالراجع أو قهراً وحسرة على ما يجري فيك، الباحث عن الراتب مهان، وأسخف الكلام اليوم ما يقال عن الكهرباء والخدمات، لأن القائمين على أمورك منشغلون في صراعاتهم ومصالحهم ومناكفاتهم، لم يقدموك مثلا طيبا وصورة حسنة، لا نسمع منهم غير تعبئة وشحن وعداء لغيرهم، ارهبونا ببعبع خصمهم والشيطان المتربص لهم، لم نر تنافسا منصفا وعادلا وفرصا متكافئة، بل صراعا يجر لصراع، ومزيدا من العداء، يغب النظام والقانون على طريق الشعور بأمان الديكتاتورية التي تحاصر حرية الآخرين وتبث فيهم الخوف والرعب، لتفرض حلولا آنية وتدفن نار الفتن تحت الرماد، إن هبت رياح خفيفة أشعلت تلك النيران من جديد، هكذا هي الحلول الغير مدروسة والغير علمية لتجفيف منابع جذر المشكلة والقضاء على حضانتها.
لا نشعر بغير التنصل من المسئولية، وأنانية مفرطة، ولا نرى غير مزهريات بلاستكية بمظهر جميل دون روائح زكية، نعاقب دون ذنب غير أننا ارتضينا بالقليل واكتفينا باليسير في أن نعيش في دولة حقيقية نكون فيها مواطنين كرماء شرفاء أعزاء، نتحرر من ديكتاتوريات الماضي والحاضر وأبوية العشيرة البدائية، وتوحش البداوة.
صار الكلام عن المعاناة والآلام والخدمات سخيفاً كسخف عدم مبالاتهم لما نقول، كسخف مبرراتهم وأبواقهم الإعلامية، الناس تموت، وهي تبحث عن لقمه هنيئة أو نسمة منعشة أو ماء يسكب من حنفية، ومستشفى يعالج أضرار الزمن ومصائب العنف والحرب واستبداد الإنسان لأخيه الإنسان في مدينة سباقة في كل شيء واليوم تفتقد لكل شيء ولا تملك شيئا.
من يستحق الجحيم الحاكم أو المحكوم في واقعنا اليوم المأزوم بصراعاتكم ومناكفاتكم ومهاتراتكم، جنبونا وجنبوا عدن نتائج أعمالكم المشينة وفشلكم الذريع في أن تكونوا عند مستوى الحدث والهدف، السياسة ليست مدياسة بل هي مسئولية وشفافية وصدق وأمانه في أعناقكم ليوم ألقيامه، عدن ضحية وهي دائماً ما تكون سنداً وعوناً لمن يحكمها، ولا تعرف الشتات والتكتلات المناطقية والمذهبية، وأمراء وقادة تنصبوا عنوة بالبندقية، عدن لا تخضع للعنف ولا تستكين للظلم، عدن كبحرها ترفض العفن، فلا تختبروا صبرها، التمادي بإهابة وأهانت الناس في عدن قد تفجّر فيها ينابيع الثورة والفداء، وتبرز إرادة أبنائها لتحقيق أملها وكبريائها وطموحها ، كم أذاقت المستعمر والمحتل والظالم والطاغي والباغي، فهل تريدون أن تكونون التالي، استمروا في اختبار صبر المدينة وأهلها، حينها سيفرض علينا الدفاع عن حياتنا وحاضرنا ومستقبلنا بسلميتنا.
عدن طاقات وليدة متراكمة إذا استثمرت صح في معركة المستقبل ستكون رافداً للتغيير والتحول ودولة المواطنة،عدن هي كل أبنائها بطوائفهم وتوجهاتهم السياسية لا تلغي أحداً منهم، لقد اكتوت بنار الإقصاء والتهميش والإلغاء، وظلم وتعسف الآخر، لن تقبل تكرار ماضيهم العفن، عدن التعايش ثم التعايش ولا شيء يعيق التعايش ،الحذر من أن تختبر عدن لهدف آخر صغير وأناني وضيق، لن تكون غير بركان هائج لن يحتمل المزيد من الضغط لينفجر في وجه البغاة ولنا في التاريخ عبر يا أولي الألباب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد