آهانات متلاحقة، وتعامل بسخرية واستهتار واحتقار وتهميش وإقصاء بصورة دائمة، وتهديد ووعيد بشكل مستمر، تتلقاها قيادة جامعة إب المعينة من قبل الانقلاب، ولعل آخرها هو قيام المدعو/ صادق حمزة- رئيس اللجنة الثورية في إب ووكيل المحافظة لشؤون التعليم- بتهديد رئيس جامعة إب بسحبه بالكرفتة المربوطة على عنقه بسبب اعتراض الأخير على استبعاد اسمه من عضوية مجلس التعليم الذي تم تشكيله في إب وكان يفترض أن يكون رئيس الجامعة عضواً فيه .
هكذا منذ قيام الانقلاب ووطأت أقدام جماعة الحوثي في إب، أصبحت جامعة إب الصرح العلمي الأول في المحافظة مسرحاً لإهانة قيادات الجامعة الأكاديمية والعبث بالحرم الجامعي، فنهبت كل إيرادات الجامعة وسرقت، وقامت الميليشيات بفرض التعيينات وغيرت وبدلت وحولت، واستغلت المرفق التعليمي كساحة لإقامة الأنشطة الفكرية واستقطاب العناصر من داخلها وتأطيرهم في تنظيم الحوثية، بل في أكثر الأحيان تحولت ساحة الجامعة إلى موقع يحتضن الميليشيات المسلحة وثكناتها العسكرية، وتصوروا معي عندما يأتي مشرف حوثي لم يبلغ سن الرشد وعلى فمه آثار البردقان، ثم يأتي ويفرض سياسة جماعته على جامعة إب ويصدر أوامره على كل دكتور أكاديمي ويتهجم على قيادة الجامعة، هل هناك إهانة أكثر من هذه الإهانة؟
أعتقد أن تلك الإهانة التي تحصل للأكاديميين من قبل جماعة الحوثي لم تحدث إلا في اليمن فقط !!!
قبل أكثر من عامين قام القيادي الحوثي/ ناصر العرجلي، بالتهجم وتهديد قيادات جامعة إب السابقة من خلال دخوله مكتب رئيس جامعة إب السابق الوالد الدكتور/ عبدالعزيز الشعيبي حفظه الله، وساق العرجلي سبه وشتمه وتهديده للدكتور الشعيبي واتهمه بالتواطؤ مع الدواعش وعدم تنفيذ الأوامر الحوثية، وكما هو معروف أن الوالد الدكتور الشعيبي مؤتمري حتى النخاع ويحترمه الجميع ويحظى بحب وتقدير من الكل حتى أن أحد الأشخاص رآني وأنا اتصل بالدكتور الشعيبي بحياء وخجل واحمرار وجه وأتحدث بصوت منخفض هادئ فعلق قائلاً: الدكتور الشعيبي رجل تستحي منه الملائكة وليس أنت فقط يا محمد!
ولكن الحوثي ناصر العرجلي- الذي جاء من عمران وكان عمله بيطري حيوانات وعينته جماعة الحوثي وكيل وزارة الصحة لقطاع الطب العلاجي- دخل على مكتب الدكتور الوالد/ عبدالعزيز الشعيبي ورفع صوته عليه وحدثه بأسلوب عنجهية وتعالي وهدده بتغييره من عمله لأنه منحاز للنظام والقانون ورفض أن يطيع ويمتثل لتوجيهات جماعة الحوثي، فغضب الدكتور الشعيبي وغادر مكتبه، ثم علمت أنا بما حدث فاتصلت للعرجلي وقلت له: لماذا تتجرأ على تهديد الدكتور الشعيبي ياحقير، فإن لم تأت وتعتذر له سأقوم بحملة إعلامية ضدك ونخرج بمظاهرات تنديد لتصرفاتك، فما كان من العرجلي إلا أن جاءني وأخذني لعند الدكتور الشعيبي وقدّم اعتذاره وقبل رأسه فعفا عنه، لكنه بعدها رفع تقريراً لجماعته في صنعاء يطالبهم بتغيير قيادة جامعة إب، كونها مؤتمرية مخلصة ولن ترضخ لسياسة الحوثية وتعيين قيادة أخرى مؤتمرية ولكنها لابد أن تكون ضعيفة شخصية وتابعة للجماعة، وفعلاً تم تغيير الدكتور الشعيبي رئيس الجامعة والدكتور/ محمد الجوفي النائب وكلاهما مؤتمريان حتى النخاع ومخلصان ومتفانيان في عملهما.
في ليلة صدور قرار من اللجنة الثورية الحوثية بصنعاء يقضي بتعيين أستاذي العزيز الدكتور/ طارق المنصوب- رئيس لجامعة إب- ظننت أن الدكتور طارق لن يقبل القرار وليس له علم ودراية وموافقة مسبقة، فاتصلت به مباشرةً وقلت له: هل ستقبل قرار اللجنة الثورية الحوثية بتعيينك رئيساً للجامعة؟؟
فقال لي: نعم وليس أمامنا إلا أن نرضى بالأمر الواقع .
فانصدمت من رده ولم أكن أتوقع موقفه من ذلك، وبعد أيام التقيت بأستاذي العزيز الدكتور/ عبدالحكيم المنصوب- الذي تجمعه علاقة قرابة مع الدكتور طارق- فوجدته مستاء جداً وقال لي: هل تعلم أن تخصص الدكتور طارق قانون دستوري، فكيف لمن تخصصه في هذا المجال أن يقبل بقرار صادر من ميليشيات انقلابية ليس لديها مسوغ قانوني أو وجود شرعي !!!!
رغم أن قيادة جامعة إب المعينة من قبل الحوثي فصلتني من عملي كمتعاقد مختص للأنشطة الثقافية بالجامعة بسبب وقوفي ضد الحوثي وميليشياته، إلا أنني أتألم كثيراً كلما رأيت أساتذتي الكرام والأفاضل قيادة الجامعة يتعرضون لإهانة من قبل الجماعة الحوثية،،، وهنا أحب أن أقول لقيادة جامعة إب، إن الإهانة التي تتعرضون لها أنتم السبب في ذلك، قبولكم بجماعة الحوثي هو من نزل مستواكم عند المجتمع وعند الحوثية التي احتقرتكم وأهانتكم وهددتكم، أنتم السبب في ما يحدث لكم ، وكما قال المثل الشعبي "يستأهل البرد من ضيع دفاه" .
ها أنا أقول لكم "يستأهل الإهانة من رضي بالحوثي!!