العلاقات السعودية اليمنية بدأت منذ عام 1931م عند توقيع اتفاقية بين الملك عبدالعزيز رحمه الله والإمام يحيي حميد الدين المتوكل، ثم جاء توقيع (معاهدة الطائف) عام 1934م والتي أرست قواعد الصداقة العربية والأخوة الإسلامية، ثم جاءت في عام 1956م معاهدة الدفاع المشترك، ثم في عام 1975م تم تشكيل مجلس التنسيق اليمني السعودي المشترك، وبالرغم من مرحلة الفتور التي تعرضت لها العلاقات نتيجة الموقف اليمني من غزو الكويت عام 1990م إلا أن العلاقات عادت قوية من جديد بعد توقيع مذكرة تفاهم في عام 1995م تلتها في عام 2000 توقيع اتفاقية الحدود والمعروفة باتفاقية جدة.
واصلت المملكة بعد ذلك دعمها لليمن في كل المواقف ومنها قيادتها لإبرام المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن عام 2011م ودعمها للاقتصاد اليمني بإيداع 4 مليارات دولار خلال عام 2012م، ثم مليار دولار في عام 2013م للمساهمة في استقرار اقتصاد البلاد، وفي سبتمبر 2014م وبعد سقوط صنعاء في يد الحوثيين سعت المملكة جاهدة لتثبيت الشرعية اليمنية وبعد توجيه رئيس الجمهورية الشرعي نداءه لدول مجلس التعاون الخليجي للتدخل لإنقاذ الشرعية وحماية اليمن من السقوط في المشروع الإيراني الصفوي، استجابت المملكة على الفور للنداء وقامت بقيادة عاصفة الحزم بالتعاون مع التحالف العربي والإسلامي والأممي لإنقاذ اليمن من التدخل الإيراني، كما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) عن تأسيس مركز إغاثة يتولى عملية الإشراف على الأعمال الإنسانية والإغاثية في اليمن، وأصدر توجيهاته بتصحيح أوضاع المقيمين في المملكة العربية السعودية بطريقة غير نظامية من أبناء اليمن الشقيق والسماح لهم بالعمل لتخفيف الأعباء عليهم وتمكينهم من كسب العيش بكرامة بين أهلهم وإخوانهم.
بالأمس وفي دليل آخر يؤكد عمق الروابط بين السعودية واليمن أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد خلال استقباله كبار مشايخ القبائل اليمنية أن المملكة تنظر لليمن على أنه العمق الاستراتيجي للأمة العربية، وأن اليمن هو عمق العرب وهو أساس العرب وهو أصل العرب، مشيراً إلى أن كل جذورنا وكل أعراقنا ترجع في الأخير لليمن، ولذلك فإن العدو قد أخطأ عندما حاول المسّ بعمق وصلب العرب، مما دعا العالم العربي أن يستنفر لما يحدث في اليمن، كما أكد أن السعودية مع اليمن في كل خطوة إلى آخر يوم في حياتنا كما كنا في السابق، وكما سنكون في المستقبل.
هذه هي اليمن وهذه هي علاقتها بشقيقتها الكبرى السعودية، فمهما حدثت من أحداث ومهما سعى العملاء والخونة أن يُعكِّروا صفو تلك العلاقة فستبقى على مرّ العصور علاقة وثيقة ونموذجية، وسيبقى الشّعبان السعودي واليمني إخوة وأحبة يجمعهم الدين والعروبة والأعراق والجذور والروابط والدم، ويُوحِّدهم مصير واحد مشترك.