السؤال ليس له علاقة بالإثارة الصحفية، لكنه جزء من التضليل الفكري الذي يمارس على المغرر بهم وصغار المقاتلين في مليشيات الحوثي تحديدا، نعم هذا ما قاله لي القيادي الحوثي محمد الهجرا المعتقل لدى الجيش اليمني الوطني، الهجرا أحد الزعامات الدينية الحوثية كان مشرفاً على المليشيا في محافظة المحويت قبل أن يأتي بديلاً عن أبي عقيل الكحلاني الذي قتل في مديرية نهم محافظة صنعاء في اشتباكات مع جنود المنطقة العسكرية السابعة، الهجرا اعتقل بعد 48 ساعة من تسلمه مهامه، واعتقد أن الزج بالزعامات الدينية الحوثية إلى الخطوط الأمامية للمعركة دليل النقص الكبير في القيادات العسكرية للانقلابيين، نعود إلى سؤال المقال، الهجرا أخبرني أن عملية غسيل مخ ممنهجة تجرى للمقاتلين من صغار السن حيث يتم جلبهم إلى مناطق القتال دون أن يشاهدوا الطريق ويتم أخذهم في جولة طويلة لإقناعهم أنهم داخل حدود المملكة العربية السعودية وأنهم قد تجاوزوا نجران وجازان وعسير وهم على مشارف مكة المكرمة، هذا الخداع لا يستمر طويلا فالدفعة الأولى من المغرر بهم ليست هي الهدف، حيث تترك هذه الدفعة لمدة أيّام قلائل فيما يعرف بمشارف مكة المكرمة قبل أن يتم إرجاعهم إلى حواضن الحوثيين ليتولوا مهمة إقناع المقاتلين الآخرين بحقيقة تواجد المليشيات على مشارف مكة المكرمة، عملية الخداع المركبة تتم عندما يتولى الصغار مهمة إقناع من هم أكبر عمرًا، المغرر به الصغير يستميت في إقناع الآخرين بأنه وصل إلى مشارف مكة المكرمة وأنه لا يوجد ما يخيفه أو يخيف غيره لأنهم يسيطرون على مجريات المعركة لأنه تم استغفاله وغسيل مخه بالكلام المشحون طائفيا وعاطفيا، وإصرار الصغار على موقفهم يؤثر في قناعات الأكبر عمرًا وهم الفئة المستهدفة ليذهبوا وراء الوهم ليكونوا بعد فترة في إعداد المعتقلين أو القتلى، الهجرا أخبرني أيضًا أن المليشيات كانت تستولي على المساعدات الغذائية والطبية القادمة للشعب اليمني، ولم يخفِ الهجرا دوره في إقناع الصغار بأن الشرعية تضم في صفوفها دواعش وأمريكان ويهود ومرتزقة لدفع المقاتلين الصغار للصمود، الغريب في أمر الهجرا بعد أن تم القبض عليه في مديرية نهم محافظة صنعاء ومصادرة جهاز الاتصالات الخاص به ومع ذلك كنّا نسمه نداء باسمه عبر أجهزة الرصد وهو معتقل وعندما سألته عن الموضوع أخبرني أن المليشيات لا تعترف بانتكاساتها العسكرية، حيث يتم إقناع صغار المقاتلينن ما يشاع في الإعلام عن الخسائر وهم وتضليل لذا عندما يقتل أحد منهم يتم تقمص شخصيته وصوته من قبل من يليه في المسؤولية ويستمر في بث النداءات باسمه كنوع من أنواع إنعاش المعنويات المنهارة للمليشيات، الهجرا قال أيضا إن الخداع لا يقتصر على الخداع الجغرافي بل يمتد إلى صناعة الخزعبلات مثل استخدام مصابيح ليلا في المناطق الجبلية من قبل الإرشاد الديني وإيهام المقاتلين بأنها أضواء وصوت الملائكة القادمة لتقاتل معهم وهكذا تترسخ في رؤوس المقاتلين كونهم على حق..!!!
لمحة
وصول أغلب حملات الإغاثة الأممية إلى يد الانقلابيين يجعلنا نسأل سؤالاً بريئاً مفاده هل العاملون في منظمات الأمم المتحدة على الساحة اليمنية مخترقون...؟؟