خالد الرويشان صديق عمر أعرفه من قبل الوحدة ومن قبل ثلاثين عاما وتربطني به علاقة صداقة من تلك التي قال عنها بوذا بأنها تقوى بمرور الزمن.
هو ليس حزبياً حتى يبحث عن وطن على مقاس حزبه وليس سياسياً وغدا حتى ينظر للوطن من فتحة جيبه.
وهو كذلك ليس بالطائفي أو القبيلي الذي يريد أن يفصلوا له وطنا على مقاس طائفته، أو قبيلته..
لقد عرفت وعاصرت وشفت ورأيت قبل وبعد الوحدة سياسيين وقادة أحزاب ومثقفين وأدباء وزعماء ومناضلين من اليمين واليسار ومن الجنوب والشمال وكانوا كبارا حينها أو بدوا لي كبارا بعد الوحدة عندما كبر الوطن.
ومع مرور الأيام كان هؤلاء الكبار يصغرون والوطن معهم يصغر فيما خالد الرويشان القبيلي الذي عرفته صغيرا في العمر وفي التجربة كان يكبر كل يوم ومعه يكبر الوطن..
كان هؤلاء يتلونون ويتحولون ويصيرون مسوخا مثل مسوخ اوفيد في كتابه مسخ الكائنات ويقترفون الكثير من الخيانات بدءا من خيانة أحلامهم وانتهاء بخيانة الوطن مرورا بخيانة الصداقات وعلى عكسهم كان خالد الرويشان الذي ظل وفيا لأحلامه ولم يخنها وأحلام خالد هي أحلام وطن خانه الجميع..
