تقدم مستوى التحرير بشكل متكافئ وموحد في محافظتي الحديدة وصعدة، وخوض معركة التحرير في آن واحد أمر مهم ومطلوب ويفترض على قيادة الدولة الشرعية ودول التحالف العربي القيام به، لما لهذا الأمر من ايجابيات وفوائد تخدم سير المعركة على الأرض وتؤدي لتحقيق الحسم بأقل كلفة وأقصر وقت، بالإضافة إلى تحقيق ضربة قاضية للانقلاب في آن واحد تقضي على مصدره الاقتصادي ومستقبله السياسي وتستنزف أكبر قدر من قوته العسكرية... على المستوى العسكري: فإن معركة التحرير تعتمد أو ترتكز على مواجهة عامل التعزيز وتحقيق الاستنزاف لقوات الانقلاب، فالتعزيز لدى الانقلاب سيكون قوياً في حالة تحرير الحديدة دون تحرير صعدة في نفس الوقت من خلال توجيه الانقلاب ميليشياته وأسلحته نحو محافظة واحدة ويتمكن من مواجهة أطول وصمود أكثر ويلحق بالشرعية خسائر مرتفعة نوعاً ما في الموارد البشرية والعسكرية، أما في حالة خوض معركة تحرير الحديدة وصعدة في آن واحد فإن الانقلاب ستتلخبط أوراقه وتتفرق تعزيزاته مابين توجيهها إلى صعدة والحديدة في نفس الوقت مما يجعله غير قادر على المواجهة والصمود فترة طويلة.. أما في جانب الاستنزاف للانقلاب: فإن معركة صعدة ستجبر الانقلاب على إخراج المعسكرات والأسلحة من داخل مدينة صنعاء وتوجيهها نحو صعدة، بينما سيضطر بنفس الوقت نقل معسكراته وميليشياته من تعز وتوجيهها نحو الحديدة لرفد الجبهات، وهذا يعني أن خوض معركة تحرير صعدة والحديدة بوقت واحد ستحقق استنزافاً موحداً للانقلاب يسهّل تحرير صنعاء وتعز بعدها والتي يفترض أن تتم معركة تحريرها في آن واحد أيضاً. على المستوى الاقتصادي والسياسي: يفترض أن يكون هناك علاقة مترابطة بين القضاء على الجانبين، فتحرير الحديدة سيخسر الانقلاب أكبر مصدر اقتصادي، وتحرير صعدة سيفقد جماعة الحوثي مستقبلها السياسي في اليمن وسيفشل مشروع إيران الذي يقتضي أن تكون محافظة صعدة في شمال اليمن كجنوب لبنان وتكون جماعة الحوثي كحزب الله، وفي حالة تحرير الحديدة قبل صعدة فإن جماعة الحوثي قد تقدم الكثير من التنازل وتقبل بالصلح والحل السياسي بهدف الحفاظ على صعدة دون تحرير لكي تتمكن من صنع مستقبل سياسي في اليمن، أما في حالة تحرير صعدة والحديدة في آن واحد فإن الانقلاب وجماعة الحوثي ستموت موتاً اقتصادياً وسياسياً في آن واحد وهذا المفترض أن يكون.