;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

فساد الزعامات وتمزيق الصف 1353

2017-03-16 22:06:02

أهم أبواب الفساد والاستبداد والطغيان، وفقدان الأمل والتطلعات والأحلام هو الرهان المطلق على الزعامات فالرهان المطلق على زعامة شخص ما أو قدراته الخارقة في مجال معين أو في كل المجالات يأتي في سياق نزع إنسانية هذا الشخص وجعله في منطقة المقدس في حين أنه غالباً ما يكون شخصاً عادياً وأحياناً أدنى من الشخص العادي، هذا الرهان طريق يصب في صناعة صنمية الفرد المستبد ومدخل من مداخل الفساد لما تعطيه تلك الصنمية من سلطة مطلقة، ويخلق محيط منافق متسلق من أصحاب المصالح ويبدأ صناعة النفوذ والحاشية، ويبدأ الحديث عن عدم مساس هذا الزعيم و وضعه بديلاً عن الوطن ويعتبره البعض من الثوابت الوطنية، وتبدأ مسيرة الصراع على السلطة التي يكون قد تمسك بها بوسائله من ثروة منهوبة وجيش يدين الولاء له ونفوذ مصالح ولوبي فساد وعصابات تكونت لتحمي هذا الزعيم المستبد الذي عانينا ولازلنا نعاني منه، كما عانينا من عفاش واليوم نعاني من السيد وغدا سنعاني من غيرهم وهكذا .
يجب أن يكون رهاننا على المبادئ التي تلبي تطلعات وآمال الجماهير وعلى المؤسسات التي تعمل وفق نظام تطبيق هذه المبادئ، النظام والقوانين هي التي تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، من يخرج عنها يدان ويعاقب تحت طائلة هذا القانون، وينظم أيضا العلاقة بين فئات المجتمع وأطياف و يحفظ حقوق الجميع ويضع أسساً للحرية والعدالة والمساواة والتبادل السلمي للسلطة.
البعض يرى ذلك مجرد أحلام وردية في خيال الحالمين مثلنا، تطبيقها على الواقع من سابع المستحيلات، تلك المجتمعات المحبطة والمستسلمة لواقعها المحقونة بكم هائل من الصراعات والخصومة الفاجرة لتكون على هذا النحو، المجتمعات الأكثر أمية والأقل وعياً وثقافة، تأصل فيها النفاق والخنوع لينفخ في الزعيم روح العنجهية والغرور، ويشعر بالقدسية ونقده جريمة والمساس به خطيئة، وهناك نفخ لزعامات قادمة بدأنا نشعر بخطاياها، وتشكل لوبي يحميها ليعيق مسيرة التحول والتغيير. 
من يراهن على المبادئ والقيم المطلقة فإنه دائماً الأقرب إلى منطقة الصواب، ينصب نضاله في لب القضية وروحها، فلا يتغير يمر الزمان والمنعطفات وهو صامد على نفس تلك القيم والمبادئ، يناضل من اجل أن يصنع واقع يلبي تطلعات الجماهير، يقف في مواجهة طوفان التدهور والفساد والجريمة والمصالح الأنانية والمشاريع الصغيرة، فلا تستغرب أخي الوطني والشريف، أن تكون محل اتهام في واقع رديء وبائس في واقع فاسد، في واقع يفتقد للعدالة والحرية والمساواة، يفتقد لموازين الحق، ذلك الواقع المفروض عنوة على الجميع وتيار يجر الجميع، وما أكثر ممن يسيرون مع التيار، وما أكثر من يلبسون رداء الواقع المفروض ويرددون شعاراته ويهتفون ما يملى عليهم دون اعتراض، يطلقون لحاهم أو يصبغون أجسادهم يتلونون بما يناسب ذلك الواقع، إنه الواقع الذي يخون ويكفر ويتهم كل من يعارض مسيرته ويقول فيه كلمة حق، واقع فيه الضجيج والشعارات الرنانة، ويفشل في أول امتحان، لأنه مفروض على البعض دون قناعة وإرادة، واقع فيه أصنام من بشر مقدسون من النقد ومن القانون وحولهم اصطفاف طائفي أو مناطقي أو جهوي، واقع دكتاتوري الفكر والثقافة يرفض تقبل كلمة الحق والآخر، ويتحدث عن الإرادة الجماهيرية لجماهير هو يحركها ويغرر بها، يتحدث باسم الجماهير وهو يمنع عنها فرص التعبير المتكافئة ويخونها ويرفض من ينتقد مسيرته ومشروعة وسياسته.
لهذا نحن في اليمن جنوبا وشمالاً ضحايا الزعامات، في أيدينا مخرجات حوار، خطة ترسم طريق الخلاص في دولة اتحادية ودستور ظلينا نحلم به نصف قرن، يحدد ملامح الدولة الضامنة للمواطنة، يهد أوكار الدكتاتوريات ويقلم مخالب الاستبداد، ويحطم لوبي النفوذ والعصابات والاحتكارات، مخرجات تلبي تطلعاتنا وأحلامنا وأمالنا، كل هذا ولازال الإحباط مسيطر علينا، ولازلنا نراهن على زعماء الشؤم والاستعباد، لازال البعض يرفض الاصطفاف الوطني، ويجر الناس لاصطفاف يعتقد أنه سيكون فيه زعيم لا أحد ينافسه في زعامته الصغيرة، ولازال البعض يعتقد أنه سيكون دكتاتور في مملكته، ولديه من المغفلين الذي سيهتفون له ويحمدون بنعمته.
هكذا يتمزق الصف الوطني وتتشتت إرادة الجماهير ويتفوق الاستبداد والطغيان والمشاريع الصغيرة، ويعاق مشروعنا الوطني الملبي لتطلعات الجماهير الغفيرة والأحلام المشتركة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد