أتجول منذ أسبوع بين قمم جبال نهم وجبال "يام" التي تقع إدارياً ضمن حدود العاصمة صنعاء بعد أن خسر الانقلابيون مواقعهم الدفاعية تحت سطوة ضربات طيران التحالف العربي من السماء وزخم الهجمات البرية للجيش اليمني والتحالف العربي من على الأرض، هذه الجبال المعقدة التضاريس والشاهقة الارتفاع تشكِّل سوراً طبيعياً حول العاصمة صنعاء، قال عنها الرئيس المخلوع ذات يوم (من لم تربه أمه فهذه الجبال ستتكفل بالتربية) في تحدٍ للتحالف العربي والجيش الوطني إلا أن واقع الحال يقول إن المخلوع صدق وهو الكذوب لأن هذه الجبال تم ترويضها وتربيتها وتربية المخلوع أيضاً بإرادة عربية ترفع من الحزم والعزم عنواناً للتحدي، هكذا استطاع الجيش اليمني الوطني أن يحوّل هذه الجبال من مواقع دفاعية للانقلابيين إلى نقاط حاكمة عسكرياً، حيث يتمركز على قممها رجال يربون من لم يربه والداه، الآن يمكننا القول بشكل واضح لا يقبل الشك أو التفنيد إن جبال يام وجبال نهم تحت خيمة الشرعية ولولا تمترس الانقلابيين بالمدنيين لكنا اليوم نشاهد دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في مقاهي صنعاء، في المواقع التي كان يتحصن فيها الانقلابيون وجدنا منشورات وكتباً تحث على الكراهية والطائفية وتصنف أهل اليمن إلى جيش يزيد وجيش الحسين في محاولة بائسة لدفع المليشيات للصمود أمام شجاعة أبطال المنطقة العسكرية السابعة الذين يقاتلون في أصعب جبهة عسكرية من حيث التضاريس، المحاضرات والكتب التي عثرت عليها شخصياً تخبر الانقلابيين أن خسارتهم للمعركة واردة لكنها تطالبهم بالصمود وتوعدهم بالجنة، وهي أشبه ما تكون بالمسكنات الفكرية، الآن يمكن أن أعلنها أنني أستمع إلى دقات قلب صنعاء من فوق جبال نهم وجبال يام وعلى الباغي تدور الدوائر.
لمحة
مصريان متميزان كان لهم النصيب الأكبر من الإبداع والشجاعة أثناء مسيرة تغطية جبهات القتال المختلفة في اليمن السعيد، المونتير المحترف محمد محمود سليمان صاحب اللمسة الذهبية والمصور الحربي المحترف ضياء الدين محمد علي صاحب القلب الشجاع، تحيّة لهما بحجم حبنا لأرض الكنانة التي أنجبتهما.