طالت الحرب اليمنية وامتد زمنها أكثر مما ينبغي وما تزال.. على الرغم من كون اليمن ليست سوريا ولا ليبيا ولا غيرها من الدول التي تقع في مركز الصراع الدولي أو تمتلك ثروات عظيمة كبعض دول أفريقيا التي تملك ثروات باطنية يسيل لها اللعاب مثل غزارة النفط أو الألماس واليورانيوم وغيره.. لكن اليمن ليست من ذلك شيء، وإن كانت فيها ثروات فهي لم تستخرج بما يغري وتحتاج إلى سنين لاستخراجها.. لكن الحرب طال أمدها واشتد ضررها على عامة الناس.. والمصيبة أنها كلما لاحت بارقة أمل في وقفها، جاءت أسباب نهوضها وإن كانت أسباب تافهة وغير مفهومة إلا لصانعيها.
كانت جبهة نهم على وشك دخول صنعاء فتم تمييعها، جاء انتصار جبهة تعز قوياً، ولكنه أوقف في منتصف الطريق ومازال، وجاءت انتصارات الساحل الغربي في المخا واستبشر الناس خيراً بدخول الحديدة وقطع حبل وريد الانقلاب، وبقدرة قادر أوقفت جبهة المخا!!
وأصبحنا نشهد ركوداً في جميع الجبهات وفق صفقات سياسية من تحت الطاولة قد ترفع قوى سياسية وتخفض أخرى.
وحتى أزمات الكهرباء والمشتقات النفطية في عدن لا علاقة لها بالاقتصاد أو الضائقة المالية أبداً، ولكن واضح أنه عند الاختلافات بين أطراف الصراع الداخلي المربوط (برجله) بالخارج يتم تحريك ما يسمى بالدولة العميقة لخلط الأوراق والضغط المتبادل بين الشركاء المتشاكسون.
وحتى المناكفات بين القوى السياسية المحلية تبدو في غالبيتها ليست حقيقية وإنما لتحقيق أهداف.. ومنها الحملة الشعواء ضد الإصلاح وتحميله وزر ما يحدث رغم ضبابية دوره في الواقع، وهم يعرفون حجمه ويعرفون أنه بريء مما يقولون كما يعرفون أبناءهم، و"لكن المخرج عائز كده" بلغة إخواننا المصريين.
ومعروف سلفا أن الذي يدفع هو الذي يتحكم، ومن كان أمره بأيدي غيره مات معذباً.!!
ولكي تتأكدوا، لاحظوا منشورات فتحي بن لزرق، تارة ضد الإصلاح وأنه وراء ما يحدث، وأخرى ضد خصومه ووصمهم بالكذب على الإصلاح وجعله شماعة لفشلهم.. طبعاً هو يجاري حالة الطقس السياسي.. ويبتز ليقبض المعلوم.
الشيء الوحيد الحقيقي هو سعي بعض الأطراف (داخلية وخارجية) لإخراج الإصلاح من المشهد السياسي أو على الأقل تحجيمه.
بصيص أمل!!
الوضع الآن يتجه إلى التهدئة كما يبدو، لكنها في نظري مؤقتة.. وهذا الهدوء يشبه ما قبل العاصفة.. وربنا يستر.
