;
يوسف الدعاس
يوسف الدعاس

المرأة مدرسة العطاء المتجددة 1112

2017-03-11 07:00:04

في يوم المرأة العالمي، علينا أن نعيد قراءة أدوار هذه الشريحة ونعطيها حقها، فهي الأم والزوجة والأخت والابنة، هي المدرسة التي تقذف في رحم الحياة كل يوم معطيات جديدة وعطاءات جمة لتستمر الحياة وتمضي حركة البشر. 
كان الإسلام أول من لفت انتباه المجتمع لهذه الشريحة الهامة باستقطابها وإعطائها دورها الذي تستحقه وراهن عليها لإحداث التغيير المطلوب فذكر لنا نماذج متميزة حملت عبئ التغيير بالمجتمع وكانت من الأوعية الأولى لاستيعاب الفكرة الجديدة التي آمنت بها ورعتها وتفاعلت معها حين تشربت معها القيم والسلوكيات ومزجتها بالتضحيات .
 لنأخذ مثالاً.. خديجة بنت خويلد، نموذج متميز ومبكر للدور القيادي للمرأة اكتشف قدراتها الإسلام مسبقاً قبل أن يعلن النظام العالمي الجديد يوماً يتيماً للإشادة بهذه الشريحة .
كانت بنت خويلد فاتحة مرحلة متقدمة للإبداع النسوي القيادي قبل أن تمن علينا الحضارة الجديدة بيوم عالمي يتيم للمرأة مع أنها نصف المجتمع وكل الغد. 
مشكلة الحضارة اليوم تصنعها القيم والأخلاقيات والتفرد بإحياء عادات وتقاليد بدعاوى الابتكار والتجديد وتقديم شيء فريد للبشرية بتلمس مشاعر فئات مؤثرة بالمجتمع لها وزنها وهي بالحقيقة أول من جرد هذه الفئة من حقها كــ ربة بيت ونموذج صانع للحياة من جانب آخر يتمثل في الأسرة والمجتمع .
عالم الرأسمالية يرى في المرأة ومن منطق مساواتها بالرجل أنها يجب أن تكد وتشقى وأن تعول نفسها بطريقة تمثل إنقاصا للدور التربوي الأهم والأعظم وهو صناعة الأسرة ومكوناتها من أبناء وقيم وسلوكيات تمثل مجتمعنا الآتي بالغد .
اليوم تتجدد الحاجة إلى صياغة دور نسوي فعال بالمجتمع لإحياء تراثها الإنساني والتعبوي النبيل الذي قدم بمراحل سابقة وشهدها المجتمع العربي تضحية وتغييراً وفكراً وثقافة وإعادة تصدير الثقافة الإسلامية بقالب جديد يضيف جديداً وبعداً إنسانيا متميزاً للحضارة القائمة اليوم .
اليوم قدمت المرأة قرباناً لأرباب الرأسمالية حتى في عيدها المرصود في ميزانهم سلب منه قدسيته بمهرجانات كرنفالية وسلب لروح هي نقطة ارتكاز المجتمع ومحوره عطل بتفاعلات سميت عصرية وهي تسلب منها جوهرها ودورها المنوط بها لصالح أدوار هامشية .
ربما وصلت قناعة إلى دوائر صنع القرار وعت بشكل ماكر وخطير دور هذه الشريحة إذا ما أحسن توجيهها واستغلالها لإحداث التغيير وقيادة المجتمعات فالمرأة هي صانعة رجال التغيير وقادة المجد ورواحل الفكر وهو ما دفع المفكرين المناوئين لحركة تطور ونهوض المجتمعات لتعطيلها من ماكنتها الفاعلة وهي المرأة .
علينا إعادة اكتشاف هذا الكائن الفاعل والمؤثر وإعادته إلى صدارة التوجيه والقيادة مع مده بكل أسباب التهيئة والتربية للإعداد للتربية التي ستكون النواة لتشكيل وصياغة المجتمع كما نريد ويسعى له المصلحون والمجددون والفاعلون .
اليوم كم نحن بحاجة إلى إعادة البحث في موروثاتنا وقيمنا وإعادة تصديرها وقولبتها للعالم وتقديمها بكل فخر واعتزاز لنقول للعالم هذه بضاعتنا التي تحاولون اليوم طمس آثارها الواضحة في تراثنا والنماذج المعروضة للأدوار التي قدمت .
علينا أن نحسن عرض بضاعتنا ليراها العالم كما هي ناصعة واضحة كما كانت .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد