نحن معشرَ البشر نحمل في عقولنا شرخاً لا يخلو أحد منه، لكن الحقيقة أن حجمه يتسع من وقت إلى آخر اتساعاً كبيراً، ويظهر ذلك جلياً من خلال تصرفاتنا وأعمالنا.
شرخٌ في عقولنا أثر علينا كثيراً.. قضى على معظم تفكيرنا، وأثر بشكل كبير على قدراتنا العقلية؛ ولهذا نحن نكذب ونكذب ونخادع ونظلم، ونحاول أن نعيش ولو على حساب القيم النبيلة كما يفعل البعض منا نحن البشر.
نخاطر بأنفسنا في سبيل أمر تافه، ونموت أيضاً في سبيل الباطل، ونصفق للخائن وندحر الوفي الصادق بأيدينا وأيدي أمثالنا من المتضررين عقلياً، ونعمل كل ما بوسعنا أحياناً لنحقق هدف لا يخلو من القبح وعدم الإنسانية.
قد نسأل أنفسنا أحياناً لماذا نحن كذلك ولمَ لم نخرج من هذه البؤرة الفاسدة والمتعبة؟، وقد نسأل أنفسنا، بل إننا كثيراً ما نسأل غيرنا تساؤلات كثيرة، وهذا هو السائد، وذلك من أمثال: لماذا يزاد الوضع سوءاً؟ ولماذا نحن هنا مع أن العالم قد وصل إلى أعلى المراتب وتقدم كثيراً؟ والأمر الغريب أننا نجيب على أنفسنا وننسى أن نقف مع أنفسنا وقفةً جادة ولو لبعض زمن كي نصحح أخطاءنا ونعمل في الجانب الصواب ولو حتى بشكل يسير في أسوأ الأحوال.. نسأل أرواحنا فتجيب ثم نشعل الضمير بداخلنا الذي قد عفا عليه حب المال والجاه والسلطة.. نستخدمه قليلاً لنرى إلى أي طريقة سيوجهنا وبجانبه نفعِّل القيم الإنسانية التي قد أغفلناها كثيراً ونسيناها، بل وتناسيناها، وعندها ننظر ما الذي سيحدث وماهو الراجع لنا، و إذا أردنا حينها أن نسأل فيكون لأسئلتنا صدى ويُتوقعُ لها إجابات جيدة.
أما الآن فكثيرة هي الأسئلة التي نسمعها في الطرق، وفي المنزل وخارجه، في مقر التعلم أو مقر العمل.. وهذه التساؤلات حول الوضع البائس الذي نعيشه في مختلف المجالات، عادةً ما تكون مقرونةً بسبٍ وشتمٍ وقذف، وننسى أن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.
إذاً، التغيير يبدأ من هنا، من أفكارنا وقناعاتنا، تغيير في مسار الضمير، وطريق الهدف، وحياة الطموح، تغيير يكون لصالح القيم والإنسانية والرقي والتقدم في شتى المجالات، فعلينا أن نقتل الشروخ التي في عقولنا، والمآسي التي غزت ضمائرنا، لنعيش والوطن بواقع كله خير.