;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

أهل اليمن أدرى!! 1011

2017-03-01 06:23:22

من لا يحبذ قراءة التاريخ سيجد ذاته مجبراً على مجاراة واقع لا يدرك كنته، فالتاريخ أحداث مترابطة متواترة كفيلة بتفسير كثير من أحداث الحاضر.
نعم، أعد الدولة الاتحادية حلاً عادلاً ومنصفاً لكل اليمنيين، وبرغم قناعتي هذه أجدني أرفض أي توسع وتمدد للجنوبيين في محافظات الشمال إلا إذا كان الأمر له صلة بدعم فني أو لوجيستي أو عسكري عملياتي لا يتعدى الإسناد بعيد المدى، مثلما هو حال قوات التحالف العربي مع المقاومة والجيش الوطني.
طبعا، قد يفسر البعض كلامي وكأنه دعوة انفصالية غير لائقة بشخص لطالما اعتبر نفسه نصيراً لثورة 11 فبراير وما تمخض عنها وإن كان ناقصا ومشوها.
ومع كل ما يقال أعتبر أي توغل جنوبي في الشمال يجب أن يتوقف حالا بحيث تترك تلك المساحة الجغرافية لأهلها كيما يقومون بمهمة تحريرها من ميليشيات الانقلابيين.
ولدينا في محافظات مأرب وتعز والبيضاء والجوف نموذج يستوجب من السلطات الشرعية دعمه معنويا وماديا وإعلاميا واغثيا، بل وأكثر، اذ يتوجب على كافة القوى الجنوبية مغادرة مربع المناكفات السقيمة المستجرة لتواريخ وأفعال ماضية، إلى واقع جديد يتخلق ينبغي التعاطي معه بموضوعية إذا ما أرادت أن تكون شريكا فاعلا في صناعة المستقبل.
أقول هذا الكلام لإدراكي بطبيعة الفروقات المجتمعية غير المحفزة للجنوبيين كي يتقدموا عسكريا في جبهات القتال، فسواء كان هذا التدخل في صعدة أو حجة أو تعز، فإن الحصيلة ستكون كارثية ومأساوية على الجنوبيين أو حتى على التحالف.
فما هو مؤكد أن أي تدخل من هذا القبيل سيواجه بحرب طويلة مستنزفة لكل قدراته البشرية أو المادية، ودونما تحقيق أي مكاسب عسكرية.
فلا الحاضن المجتمعي متوافر وجاهز لمهمة التدخل العسكري أو أن المقاومة والجيش اللذين أعدهما في طور التخلق والتشكل البنيوي يحتملان الزج بهما في معركة خاسرة وبكل المقاييس العسكرية، هذا إذا ما استثنينا طبيعة التضاريس الجغرافية القاهرة لجيوش نظامية.
المصريون حاولوا إحداث اختراق لمصلحة الجمهورية الناشئة مطلع الستينات من القرن الماضي، لكنهم وبمضي الوقت وجدوا أنفسهم يواجهون واقعا لم يكن بحسبان قيادتهم، فحتى أولئك الثائرين على الإمامة انقلبوا عليهم ولدواعي ومآرب مختلفة.
وبرغم تلك المحاولات المبذولة لرأب الصدع بين القوى القبلية الحاملة لراية " الجمهورية أو الموت " وبين القيادات القادمة من بلاد الكنانة، إلا أن أيا من الطرفين أدرك وفهم حقيقة الفروقات الذاتية والموضوعية بين ضباط ثورة ٢٣ يوليو المطيحة بالملك فاروق في مصر وبين ضباط ثورة ٢٦ سبتمبر المتعثرة في اليمن.
وبدون تحفظ أدعو السلطة الشرعية في عدن إلى دعم المقاومة والجيش الوطني بداخل كل إقليم وإسنادهما بكل متطلبات المعركة، فمثلما فعلت في المحافظات المحررة، يتوجب عليها مواصلة ذلك في تعز والبيضاء وصعدة والجوف والحديدة وحجة.
 فهذه المحافظات ليست مناطق خالية من المؤيدين والأنصار، فمثلما يقول المثل: أهل مكة أدرى بشعابها ".
واعتقد أنه وبدلا من أن تؤخذ المسألة وكأنها معركة بين جنوب وشمال وفي ظرفية كهذه،على السلطة الشرعية- ومعها الجيش والمقاومة والتحالف- دعم ومساندة المقاومة وقوات الجيش في تلك المحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون.
فبدلا من التحشيد القائم والذي يمكن أن يثير حساسية شديدة وفي مجتمع لا يحتمل المزيد من التشظي والانقسام، ينبغي التعاطي مع أدوات المعركة بشيء من الواقعية والفهم لطبيعة التركيبة الجيوغرافية المشكلة للمجتمعات المحلية.
فحين تم إغفال أحداث التاريخ، بينها ما حدث للمصريين وللأتراك وسواهم ممن قدر لهم التوغل في صراعات يمنية يمنية، كانت النتيجة أنها بددت إمكانياتها المفترضة لمساعدة أهل هذه البلاد، في صراعات داخلية ومعارك خاسرة لم تكن بحسبان ايا من القادمين.
وهذا لا ينطبق فقط على الوافدين الى جغرافية صلدة قاسية، وإنما يندرج في ذلك كل محاولات التغيير القادم من الخارج أو الجنوب، فاغلب الانتفاضات والحركات وحتى الحروب المسنودة بدعم جنوبي أو خارجي، وما أكثرها، أخفقت أو تعثرت في تحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية بسبب تعقيدات مجتمعية محلية مازالت طاغية ومهيمنة حتى اللحظة الراهنة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد