⚫ ماذا جَنَا الشعب اليمني من علي عبد الله صالح في عهد رئاسته، وسنوات مخلوعيته حتى كتابة هذا إلا تلك السياسات الخاطئة الكاذبة القاتلة، إنه بذر وزرع وحصد الأشواك الحادة بل والمسمومة القاتلة، ويكفي دليل الأدلة على ذلك، كبرى شوكة الأشواك التي زرعها هذا الكائن في حلوق أبناء شعبه، كالخنجر في خاصرة الشعب اليمني النحيل، وفي عنق هذا الشعب الأنحل، أشواكه وخناجره زرعها في حاضر الشعب ومستقبله فكانت النابتة سيئة، وأسوأها نبتة عبد الملك الحوثي الأشقى الذي عقر الناقة وتعالى، الخنجر المجوسي الذي عقر الجمهورية والوحدة والعدل والسلم والثورات اليمنية المجيدة، والإجماع الوطني الشامل، ذلك الغلام الساحر أكبر الكذَبة والزّوَرة في التاريخ اليمني المعاصر، ذلك الغلام الخادع الماكر الدجال، مدعي بيت النبوة والإمامة المعصومة والمهدية المزعومة، هذا المنقذ المنتظر الذي بشرت به كتب علي عفاش المخلوع وشرح ذلك وفسَّره للشعب تلاميذه وكُتّاب خطاباته وتصريحاته وأوامره، بطانة حزبه السيئة، تجار الهلاك والدمار والإرهاب والموت، وإلى اليوم يُوسَوِّقونه للناس؟!
⚫ كان ذلك الكاهن العجوز هو وحزبه المشؤوم أول المؤمنين بالحوثية والحوثيين والمصدقين بالدين الجديد القادم من شمال الشمال، فآزروه ونصروه ووقروه واتبعوه، وسلموا له الدولة بالتمام والكمال، وكانوا في مشاريع الموت من السابقين المبشرين، وذلك هو آخر منجزات ومشاريع الكاهن المخلوع التي أهداها لليمن وقدمها لليمنيين باسم الحق الإلهي وظهور علاماته وإرهاصاته بعد أن فحصه في صعدة في ستة حروب عبثية قبل البعثة؟! فجاء هذا الغلام بطلاسمه وأساطيره من أقصى صعدة وكهوفها كأنه حية رقطاء سامة تسعى، فأورد أهل اليمن عظيم الفتن والمحن وعظائم الأمور وشرور البلايا، وأنزل فيهم كبرى الدواهي، وارتكب فيهم كبائر المناهي والكاهن المخلوع وقومه قوته الخفية وحاضنته!
⚫ جاء هذا الغلام الساحر فأحل للشعب إسقاط الدولة، ونهب مقدراتها، وسلب مكتسباتها المادية والمالية والعسكرية، وحرّم عليهم التقدم والتطور والازدهار والشورى والديمقراطية والحوار والانتخاب والاقتراع والصندوق والتعايش، وأبدلهم دين الانقلاب! كل ذلك أمروا به باسم الله وباسم الشعب، باسم الله وباسم الوطن، كما كان يقول المخلوع، مع إضافة باسم الله وباسم الرسول، وباسم آل البيت وأهل البيت، باسم العترة والأئمة الإثني عشر، باسم الدين والقرآن والمسيرة القرآنية، باسم الإسلام وإسرائيل والأمريكان وحزب الله وإيران، باسم الموت والشيعان، باسم ذلك أحرق اليمن ذلك البلد، وقتل فيه الأم والوالد والولد وما حفد، وفجر المساجد ومن سجد، ودمر المدارس ومن إليها عمد، وقرأ القرآن في مسيرته على طريقته الشاذة قراءة النفاثات في العقد، وشر الوسواس وما حسد، سلوك أم جميل حمالة الحطب، وبرنامج أبو لهب وما أشعل وما وقد؟!.
🔴 من يومها أصبحت اليمن على سلطانين متأبطين للشر وللبطنين الشرِّيرين، فأما أحدهما فيدّعي الحق الأرضي بملكية اليمن الأرض والإنسان والتنمية والعمران، والحق في التوريث السياسي الأبدي بأي أسلوب كان! وأما الآخر فيدّعِي الحق الإلهي في الإمامة والسيادة والحكمة والعصمة، والمرجعية العليا في التصرف بشؤون الدين والخلق في اليمن والجزيرة العربية والمقدسات الإسلامية؟ وههما معا يتخذان القوة العسكرية وسيلة وحيدة للصعود والحفاظ على كرسي الحكم، أو الانقضاض عيه عنوة، ويعتمدان سفك الدماء البريئة الزاكية من المخالفين لهما المسلك السالك للإبقاء عليهما وقومهما في الحكم سرمديا، ويعتقدان الإرهاب والدعششة والتكفير واليهوَدة والنصرَنة تهمة رسمية في غير أهل البطنين من آل البيت؟! ويعرضان دعوتهما المسيلمية السجاحية على هذا الشعب بالحديد والنار، وأتباعهما الغوغائيون المهرجون الهباليون يتسابقون على أكتاف الكاهن الزعيم والغلام الساحر وبطنيهما وركبهم وأقدامهم أيهما يفوز بالتبجيل والتمسح والتقبيل اللعين، والإنحناء المهين، بصورة العبد الرقيق بين قدمي سيده الباغي .
🔴 واليمن في الماضي وحتى اليوم هو الضحية لهذه الوجوه الاستبدادية، والعقول الإجرامية، والمشروعات البغيضة الكريهة التي خلاصتها (أحكمك أو أقتلك) (السمع والطاعة لي وإلا الطوفان) (الحق الإلهي معي والحق الشيطاني معك)(سادة أو عبيد)، (قنديل أو زنبيل) (ومن طالع أو من نازل)، وكل ذلك بفعل هذا الفكر الذي عشش علي اليمن وأهل اليمن في القرون السابقة، من قبل الجمهورية ومن بعدها حتى الساعة، وإن اختلفت صوره ورجالاته وأنماطه وأشكاله أحيانا فإنها تتعدد الأنظمة الظاهرة والباطن واحد، تتعدد الأسباب والمنتج واحد، تتعدد الأقنعة والوجه واحد! كما عبر عن الحالة أحد ثوار 26 سبتمبر 1962 (الديمة هي الديمة لكن خلفنا بابها!) وقال غيره ( الجمعة هي الجمعة والخطيب هو الخطيب، والإمام هو الإمام)، وهذه حقيقة حكام اليمن وحكوماتها على مرّ التاريخ، والواقع شاهد، ولا يزال إلى اليوم يشهد؟!
🔴 والذين يفسدون في الأرض اليمنية ولا يصلحون، ليسوا كلهم من عامة الناس، ولا من جهلائهم، ولا من الأميين، ولا من غفلائم، ولا من الغوغاء رعاع الشاه، ولا من الرعية الشعث الغبر، إنما في معظمهم قادة، حزبيون، سياسيون من رجال الدولة والمال والتجارة، شخصيات اجتماعية، مشيخيات، أكاديميون، مثقفون، إعلاميون، علماء سلطة، فقهاء الدوران مع الحكام، عسكريون، طائفيون، مذهبيون، إماميون، ملكيون مصلحيون، منظومة الدولة العميقة، مصاصوا خيرات الشعب، فهؤلاء هم الذين يصنعون قادتهم ويبيعون أشياعهم لمعبودهم الذين يقتاتون منه، ويأكلون قوت الشعب في ظله الدائم نظامه العائم، يظهرون معه بالباطل والشر وينصرونه، وبظهوره معهم يظهرون على الشعب فيقهروه ويستخفوه ولا يرقبون في يمني مؤمن مخلص لوطنه إلا ولا ذمة ولا عهدا ولا يمينا ولا دستورا ولا قانونا، وهم الذين لا يزالون إلى هذه اللحظات ينفخون في أعضائهم وأتباعهم وملأهم وفي قومهم الخارصين لهم إشاعات الكاهن المخلوع والغلام الساحر ضلالاتهما وتخريفاتهما وأساطيرهما وأحلامهما ورؤاهما المنامية ويعرضون للناس مراهقاتهما وعنترياتهما وكوابيسهما وأحلام يقظاتهما، وإتهاماتهما الباطلة المزيفة للآخرين دون وعي أو تفكير أو تمحيص أو رأي أو روية، هكذا آمنا بهما كل من عند زعيمينا فرعوننا القديم وهاماننا الجديد؟!
⚫ هؤلاء الذين لا يزالون إلى هذه الساعة يعيشون حياة العبيد الأرقاء وحياة الضياع الوطني والانتماء المشبوه، حياة التيه والتيهان المفتوح ينتظرون لتبلغ حياة التيه الجسدي والعمَه البصري والغي العقلي أربعين سنة كي يصحوا ويستيقضوا، وربما لا يفيقون ولا ينتبهون إلا قارعة الشرعية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية تحل على رؤوسهم كما هي اليوم بالتمام والكمال وهم لذلك ينتظرون أكثر؟! ولهذا على هؤلاء المنوّمون المتوّهون أن يعوا حياتهم جيدا، وأن يستيقظوا من نومهم وسباتهم المفروض عليهم فرضا، عليهم أن يصحوا من غفلتهم ويتمالكوا من سكرتهم، ويتوازنوا من اضطرابهم، عليهم أن يراجعوا حساباتهم الخاطئة، ويعيدون ضبط عقولهم ويُظهرون وطنيتهم ويعلنون ولائهم لشرعيتهم ولأمتهم ولدينهم، فها هو طوق الشرعية يضيق بخناق قاداتهم وساداتهم وقناديلهم من أبراجهم الزجاجية ، ومظلاتهم الكرتونية ومنابرهم العاجية، وشعاراتهم المهترأة، فأركان الانقلاب اليوم تتساقط.. وساحته تضيق وتضيق… ورجالاته تتهاوى .. وزعماؤه يسكنون الكهوف والسراديب ويبيتون في الأنفاق تحت الأرض، والشرعية تتسع وتكسب والدائرة على الإنقلابيين تدور .. والثورة الشبابية الشعبية الشاملة تحتضن الشرعية وقواها الخيرة،، فهل للبقية الباقية من هؤلاء أن ينحازوا للشرعية والوطن والدولة والجمهورية والحرية والعدل والمساوة؟ فهي الفرصة التاريخية التي لا تعوَّض وقد لا تتكرر للتخلص الأكبر من أغلال الكهنوت السياسي الموهوم، والحق السلالي المزعوم،،،
◀ انتهى▶