عندما تنقطع الكهرباء عن منطقة ما، يسود الظلام الدامس على جميع أرجاء تلك المنطقة والأحياء السكنية وتتوقف الحركة ويخيم السكون المشوب بالحذر ثم تبدأ المولدات المنزلة الصغيرة بالهدير لتخنق ذلك الهدوء.
وما يبعث على الأسى تلك الشوارع والطرقات الرئيسة والفرعية التي تغط في الظلام.. وهذا أيضاً يحيل تلك المنطقة إلى قرية نائية وخيمة سجن مظلمة لا حراك فيها..
فلماذا لا يبحث المختصون في قيادة المجلس التنفيذي للمحافظة وإدارة الإنارة والطرقات المنطوية في إطارها، بالتعاون مع وزارة الكهرباء والفنيين المختصين في كهرباء عدن بعمل دراسة عاجلة ومناسبة لإبقاء بعض تلك الطرقات مضيئة أثناء فترة انقطاع الكهرباء بعيداً عن (التحجج) والأعذار ببعض تصرفات نفرٍ من الناس قد يقومون أو يحاولون إمداد الأسلاك منها لمنازلهم، خاصة حين يكون ذلك الإجراء مرافقاً لوضع حلول فنية مناسبة تعيق أو تجعل من تلك الإمدادات الخاطئة غير ممكنة ومستحيلة أو تعرض فاعلها لأقصى العقوبات..
كما أنه يجب التفكير الجدّي – وبكل مسؤولية – لإيجاد (بدائل مناسبة) لإضاءة تلك الطرقات الرئيسة وبعض الفرعية مثل خلايا الطاقة الشمسية وإقامة غرف أو أعمدة أو غيرها في وسط جسر الطريق حيث أعمدة النور تظم خلايا الطاقة الشمسية لإنارتها خلال فترة الانقطاع.
ولنأخذ أنموذجاً حياً من بعض الدول المتقدمة في هذا الجانب.. حيث يستخدم كثير منها هذا الإجراء لطرقاتها الطويلة والبعيدة، وحتى لعدد من المنشآءات وبعض المدن والأحياء السكنية المعمورة..
فالعجز الكبير الذي تعانيه المحطات الحالية والتي تدار بالديزل والمازوت لتوليد الكهرباء، وعدم وضع الحلول الجذرية لإقامة محطات توليد كبيرة تغطي ذلك العجز في الوقت الحالي أو في الفترة القريبة القادمة، توحي بأن ذلك الانتظار سيطول كثيراً.. فهل من تفكير جاد ومسئول لقيادتي المحافظة والكهرباء لوضع دراسة عاجلة لمثل هذه الفكرة، والبحث عن تمويل مادي لها من بعض الجهات الداخلية والخارجية أو الدول الشقيقة المجاورة للمساعدة في هذا الحل المعقول، إلى أن يتسنى إقامة محطة توليد كبيرة تغطي ذلك العجز.
نأمل أن يأخذ هذا الموضوع جزء من الاهتمام لما لأهميته، والتخفيف من معاناة الكهرباء التي باتت تؤرق الجميع دون استثناء..