;
نبيل الأسيدي
نبيل الأسيدي

تراث القتلة 1095

2017-02-27 07:44:13

 أكثر من ألف وخمسمائة عام تقريباً مرت على حرب "البسوس" بين ابناء العمومة العرب، بما فيها من أحقاد وكراهية وثارات وفجور المنتصر وظلم الأقارب وانتهاك حرمات الآخرين بدعوى الحرب والثأر والانتقام للشرف والسلطة المسلوبة. 
* ورغم مضي كل هذا الوقت إلا أننا كعرب لا زلنا نمارس نفس البشاعة ونعيد إنتاج تلك الحرب العبثية ولو بأشكال مختلفة، لم تختلف طريقة الثأر وثقافة النهب وظلم ذوي القربى كثيراً وإن اختلفت الوسائل والذرائع والرايات، وكأن النهب والقتل ممزوج بأجسادنا وأرواحنا.
* لا شيء تغير في ثقافتنا العنيفة ضد بعضنا أبداً، حتى أن الإسلام لم يستطع أن يسحق هذه الثقافة في نفوسنا بل حرف بوصلتها قليلاً بين فترات متقطعة فبدلاً من أن نقاتل ونقتل بعضنا وننهب أبناء عمومتنا وإخواننا نذهب نحو الآخرين تحت راية الفتوحات والدعوة والجهاد ونستبدل النهب بالغنائم والصحراء بالمزارع والآبار بالأنهار، والخيام بالقصور والمرأة الواحدة بالجواري والإماء والسبايا وما ملكت اليمين.
* ومع ذلك كنا نعود لممارسة هوايتنا الدائمة في قتل بعضنا البعض، إذ لم يدم الأمر أكثر من أربعين عاماً من وفاة الرسول الأعظم ليعود السيف لحز رقاب أبناء العمومة وطلباً للسلطة أيضاً، وطيلة تاريخنا ونحن نرتكب المجازر فيما بيننا.
* الامويون قتلوا رموز منافسيهم في السلطة تحت ذرائع عديدة فجاء العباسيون أكثر وحشيه ليقتلوا كل نسل بني أمية في وليمة الغداء المشهورة وكانوا أكثر بشاعة في إقصاء الآخر وانتهاك حرماته بل إن أحد أكبر المعارك كانت بين الأخوين الأمين والمأمون، ومن ثم تأمرنا على بعضنا وأدخلنا المغول لأرضنا، وفي الغرب كان القسية وأبناء عمومتهم من اليمانية قد افنوا بعضهم وتأمروا على أنفسهم فأضاعوا الأندلس، وكل الدول المتعاقبة والمتهالكة كانت سيوفنا ومن دمائنا وعلى رقابنا، نرتاح قليلاً من قتل بعضنا لنعود مجدداً لطلب السلطة لبعضنا تحت أي عباءة.
 * جاء عهد الثورات والتحرر والاستقلال ودحر الاستعمار فجاء طلاب السلطة الجدد وقتلوا أبناء عمومتهم باسم القومية والتحرر والثورة والجمهورية والملكية والرجعية والشيوعية والامبريالية والاسلاموية والحزبية وبالديمقراطية أيضاً.
* هدأنا قليلا تحت سلطة الحزب الأوحد وتدرجنا إلى سلطة عصبة الأفراد الذين تخلصوا من رفاقهم في السلاح والكفاح وفي القتل، وجاء عهد الحاكم المطلق بأمر الله وبأمر صندوق الـ٩٩٪‏ الذي بدوره تخلص من رفاق العصبة مستعينا بكل تراث القتل وفنون القضاء والقدر خيره وشره من أجل سلطة الفرد وتوريث النجل هذه المرة.
* جاء الربيع فثرنا كشعب لكن القتلة ثاروا ضدنا وثاروا معنا أيضا فاختلط الحابل بالنابل، نسينا شعارات السلام والسلمية والمحبة والمساواة والعدالة والديمقراطية سريعاً وعدنا مجدداً مجدداً مجدداً إلى تراثنا وممارسة هوايتنا في قتل بعضنا ونهب أرواحنا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد