;
عارف العمري
عارف العمري

فبراير انطلاق الثورة وذكرى التغيير 1093

2017-02-13 02:27:32

قليلة هي الذكريات التي يستطيع العقل تخليدها لتظل ذكرى ملهمة للأجيال، ومنطلقا للتغيير في منعطفات الحياة التي يدنسها ثلة من البشر بأطماعهم الزائفة وتصرفاتهم المخالفة للفطرة والعقل، الموغلة في متاهات البغي والتسلط وحب الأنا والذات بعيداً عن حسابات الوطن والوطنية. 
من تلك الذكريات التي ستظل قصة كفاح أحكيها لأبنائي، وميلادا جديدا لعمر فاته شرف اللحاق بـ 26 سبتمبر الخالدة، فكان له الفخر والمجد إن كان واحداً من شباب ثورة فبراير الرائعة، التي كانت ميلاداً ليس للكاتب وحده وإنما لوطن كان قاب قوسين أو أدنى من الدخول في سرداب الإمامة والفرد الواحد، فأذن الله باندلاع ثورة شبابية شعبية سلمية تعيد للوطن ألقه الجمهوري وللمواطن عبقه النضالي فكانت ثورة فبراير هي الصخرة التي تحطمت عليها آمال الطغاة والكابوس الذي اقض مضاجع البغاة والبشرى التي أعادت للشعب أمله في استعادة حقوقه المظلومة وثرواته المنهوبة. 
عندما اندلعت ثورة فبراير كنت ومعي ثلة من الشباب قد دشنا نضالنا في 16 يناير 2011 بالنزول في شوارع مدينة البيضاء نرفع شعارات التحرر وننادي برحيل الاستبداد، وحينها كانت أعين المخابرات تتبعنا وترصد تحركاتنا، وكان فندق برج العرب هو المكان الأول الذي اتفقنا فيه على بياننا الأول والذي تضمن مطالبنا العدالة ورسالتنا السامية، وكنت حينها من كتبت البيان بيدي وكان من أبرز بنوده التوافق على تحديد مكان لانطلاق المظاهرات وتسميته، فكانت تسمية ساحة أبناء الثوار هي المسمى الأنسب لاستنهاض همم أحفاد ثوار 26 سبتمبر الخالدة، والذين امتلأت بهم ساحة أبناء الثوار وشاركوا بفاعلية في كل المسيرات الجماهيرية والتجمعات الثورية. 
لست في موقف القاص أو المدون لثورة فبراير، فالتاريخ هو المدون لتلك الثورة، ودماء الشهداء هي الحبر الذي كتب به سفر التاريخ العظيم لثورتنا الخالدة، إنما أردت أن أعيد ولو جزءا من مشاهد قل أن يتكرر في وطن اختار أبناؤه شعار السلمية ومضوا في طريقهم رغم الدماء والأشلاء التي شهدتها ساحات الكرامة والتغيير في أغلب محافظات الجمهورية. 
انتهت الثورة بتحقيق جزء من أهدافها ولم تحقق كل الأهداف ووصل الجميع إلى مبادرة تقضي بحوار وطني جامع تكون مخرجاته بوابة للعبور نحو يمن تكون العدالة والمساواة أهم دعائمه .
ما حدث هو انقلاب على كل مرجعيات الحل ومخرجات الحوار، وظن المخلوع صالح أن روح الثورة قد خبأت وأن دسائسه قد نجحت في الانقلاب على مخرجات الحوار، إلا أن مشيئة الله كانت فوق مشيئة البشر، وكانت دماء الشهداء التي أريقت ظلماً وعدواناً في ساحات التغيير حاضرة عند الله الذي يصنف المظلومين ولو بعيد حين. 
في فبراير 2011 اختار الشباب لثورتهم شعار السلمية وخرجوا بصدور عارية في مواجهة الرصاص، وعندما لم يفهم الطغاة معنى السلمية هاهم الشباب يواجهون الطغاة بذات الوسائل التي أجبروا على استخدامها إجباراً لا اختياراً، وأصبحوا أكثر تدريباً على وسائل القتال، لقد تبدلت ساحتهم السلمية إلى متارس حربية، وصدورهم العارية إلى دروع فولاذية تدافع عن الوطن في كل مكان. 
ستظل ذكرى 11 فبراير 2011م روحا تجري في كل جسد ثوروي صادق وستظل ثورة الشباب الشعبية السلمية ملهمة لنضالنا ضد الظلم والاستبداد أياً كان مصدره. 
يا ثوار فبراير الأبطال حدثوا الشباب عن ثورة فبراير، فمادامت روح الثورة مشتعلة في أرواحهم فلا خوف على البلد من المشاريع الصغيرة، ولا قلق على الجمهورية من الضياع.
يامن خرجتم في ثورة فبراير إياكم أن تأتى الثورة من قبلكم، لا تمارسوا الأخطاء التي خرجتم ضدها. 
لا تكونوا ثوار بالشعارات فاسدين بالممارسات. 
ثوار فبراير الأحرار أنتم ملح البلد، وأنتم أمل الشعب، وعليكم الرهان، فلا تخذلوا شعبكم أو تنحرفوا عن مسار ثورتكم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد