يمضي الحادي عشر من فبراير في تعميق مفاهيم الجمهورية وترسيخ مبادئ الحرية والديمقراطية وتوطيد أركان ومداميك الجمهورية الأولى وكشف الوجه الحقيقي لشبكة العسكرقبلية التي ساهمت في خلق وطن ضرير متسول فقير؛ وما تزال تلك القوى التقليدية تمارس سطوتها وغطرستها وهيمنتها على مستقبل وطن بكل ما تملكه من مقدرات الدولة وإمكاناتها طوال العقود الثلاثة المنصرمة..
رفع 11 فبراير منسوب الوعي الثقافي وعزز أنماط جديد من التفكير وخلق بيئة تتمتع بمزايا انفعالية مغلفة بحس ثوري، ومن أتون العتمة خرج إلى النور شريحة من الشباب يحمل أفكاراً ورؤى حداثية مدنية، لا تحتاج وصاية ولا تقبل على نفسها التبعية المذلة وتقديس الفراغ و ممارسة دور المسوخ أو الارتهان للآخر و لذا مهما حاصرت خيوط الظلام الثورة الفبرايرية الفتية أو حاول البعض ثنيها أو التهامها فإنها ماضية في تحقيق أهدافها المنشودة كونها فكرة نبيلة أشعلت جذوة الأمل في عتمة الوجود القمعي القميئ..
لم تحمل فبراير إلا كل حب وخير وأمل لليمنيين لكن العصابة الحاكمة واجهت كل أحلامها وحاربت أهدافها وعملت على تشويه تطلعاتها وحركت جحافلها وأموالها المنهوبة من خزينة الدولة وأوعزت لكل جنرالاتها العسكرية ومشائخها القبلية للانقلاب على مشروع الدولة ككل وتسليم البلد للمليشيات وفتح أبواب الحروب والتدخلات الإقليمية والخارجية وإدخال البلد في ظل الفوضى الهدامة..
الثورة مستمرة ورجالها الميامين في كل مواقع الشرف والبطولة.. إنهم في كل مكان يضخون الوعي ويساهمون في بناء الإنسان اليمني ويعملون بكل طاقاتهم في سبيل تحرير العقل اليمني من ربقة التبعية والنكوص الأبدي..
كل عام وأحرار اليمن في تقدم وإباء
دامت ثورة الحادي عشر من فبراير و دام الوطن بخير.. والعزة والكرامة لأحرار الوطن