في يوم الخميس الموافق 12 ديسمبر 2013م استهدفت طائرة أميركية بدون طيار موكب زفاف لأهالي منطقة "يكلا" في قيفة..
الغارة استهدفتهم في أسفل "عقبة زعج" وحولت الزفاف إلى مأتم ومأساة فكان عرساً بلون الدم.
استشهد 12 شخصاً وأصيب 14 آخرين جميعهم مدنيون.
وبكل وقاحة لم تكتف الولايات المتحدة الأميركية بقتلهم بتلك الطريقة البشعة بل قتلتهم مرة أخرى حينما أعلنت أنها استهدفت عناصر من تنظيم القاعدة وساعدها في ذلك الإجرام وسائل إعلام دنيئة بعض منها يمنية وبعضها دولية وروجوا لتلك الجريمة البشعة بتلك التهم الباطلة.
حينها تألمت كثيراً وأنا أرى دماء ودموع الأبرياء تنزف في حين يروج أمام العالم العكس من ذلك تماماً.
فعزمت أن أسعى جاهداً لنقل حقيقة ما حدث بالصوت والصورة فكنت أول صحفي وناشط حقوقي يصل إلى الجرحى في المستشفيات ويوثق معهم ما جرى وكنت أول صحفي يصل إلى مكان الحادث ويزور أهالي الضحايا رغم وعورة الطريق وبعد المسافة ونشرت تلك المأساة وصور تلك الفاجعة عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية "من بينها صحيفة "أخبار اليوم" التي نشرت لي عدة تقارير ومواد حول هذه الجريمة موثقة بالصور".
وحينما بدأت الحقيقة تظهر تحرك أصحاب الضمائر الحية من الإعلاميين والحقوقيين وفي مقدمتهم محمد الأحمدي- من منظمة الكرامة والبراء شيبان، من منظمة ربيريف البريطانية ومحمد القاولي رئيس منظمة رابطة ضحايا الدرونز والصحافي مصطفى حسان وآخرين ونزلنا سويا إلى منطقة "يكلا" من أجل الحقيقة والحقيقة فقط.
وتترجمت تلك الجهود بفضل الله أولاً وأخيراً إلى أن اعترفت الولايات المتحدة الأميركية بالخطأ لأول مرة في تاريخ حربها السرية على ما يسمى الإرهاب ووجه رئيسها السابق أوباما للتحقيق في تلك الغارة.
واليوم يعود التاريخ من جديد في ذات المنطقة ويعود القبح الأميركي بصورة أخرى هي أكثر بشاعة من سابقاتها.
في عملية إنزال جوية لقوات المارنز على ذات المنطقة والمكان ويقتل أكثر من 20 مدنياً معظمهم نساء وأطفال فجر الأحد الماضي.
ثم يدعي أنه استهدف قيادات في القاعدة يساعده في ذلك الجرم قنوات العهر والزيف والدجل وفي مقدمتها اليمن اليوم التي كانت أميركية بامتياز.
وتظل حقيقة ما جرى غائبة وإن ظهر جزء منها.
حتى تتكاتف جهود أصحاب الضمائر الحية من الحقوقيين والإعلاميين الشرفاء ويعملوا سوياً من أجل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.
نعدكم أننا نذرنا أنفسنا في خدمة الحقيقة ونعدكم أن نوصل أنين المقهورين على نسائهم وأطفالهم من ضحايا عملية الإنزال الجوية المجرمة إلى العالم ونبين حقيقة ما جرى بالصوت والصورة مهما كان الثمن ومهما كان حجم المخاطر والتضحيات.
