بالإضافة للجهود العسكرية الداعمة للشرعية في اليمن تقوم القوات السعودية المشتركة بمجهودات إنسانية جبارة على طول الشريط الحدودي، هذا المجهود يتم بعيدا عن توثيق عدسات الكاميرات وإشادات المنظمات الحقوقية، ولا أعرف هل هو إهمال إعلامي حقوقي متعمد أم قصور في التغطية الصحفية والحقوقية، الآلاف من المتسللين اليمنيين يتم القبض عليهم في الشريط الحدودي بعد محاولاتهم لدخول المملكة العربية السعودية بشكل غير شرعي، الآلاف من المتسللين ليلا وفي منطقة وعرة بدون أن تقع إصابة واحدة رغم أن المنطقة في حالة حرب، وهذا يدل على احترافية الجندي السعودي والجاهزية الفنية واللوجستية للقوات السعودية المشتركة، الغريب في الأمر أن هذه الجهود تقابلها حملة تضليل إعلامي وحقوقي ومحاولة عكس واقع الحال وتحريف المقال، السؤال المحوري هنا لكل وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية؟ الحوثيون يتاجرون بالسلاح، الحوثيون يتاجرون بالمخدرات، الحوثيون يتاجرون بالبشر، الحوثيون يجندون الأطفال والنساء والمسنين، الحوثيون ينتهكون حقوق الإنسان ويتجاوزون حرمة الدين والإنسانية، لكن نرى هذه الملفات غائبة عن المفاوضات التي تكون برعاية أممية، أين الأمم المتحدة ومبعوثها المحترم عن كل هذه الجرائم، أنا شخصيا مستعد لتزويد المبعوث الأممي بعشرات الشهادات لأطفال ونساء ومسنين يتحدثون عن ألف ليلة وليلة من الانتهاكات الحوثية فهل هو مستعد لقبول هذه المساعدة المهنية ليتعرف أكثر على الانتهاكات الحوثية، الأرقام مخيفة آخرها ما أعلنت عنه منظمة تحالف رصد اليمنية غير الحكومية في أحدث تقرير لها أن إجمالي الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بحق المدنيين والممتلكات العامة والخاصة خلال الفترة من يناير 2016 إلى نهاية سبتمبر 2016 بلغت 14254 انتهاكا، تنوعت بين القتل والإصابة والاعتقال التعسفي والمتاجرة بالبشر وقمع الحريات والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، هذه الأرقام لا نرى صداها في الإعلام الداعم للشرعية، ولا أعرف ما السبب لكن بالتأكيد أن ما يقوم به التحالف العربي أكبر بكثير مما تظهره وسائل الإعلام، من المشاهد التي رصدتها في مركز ضمد الحدودي كان ابن مكة النقيب محمد صمداني يحمل أطفال اليمن الذين تم إنقاذهم وهم على حافة الموت في الأودية الحدودية الوعرة بعد أن نال منهم الجوع والعطش والإعياء، الصمداني نموذج مشرف وبطل آخر يعمل بعيدا عن وائل الإعلام، وفي مركز نيد العقبة كان النقيب عبدالاله المطيري يتقاسم طعامه مع عائلة يمنية مكونة من أم مريضة وأب هارب من تجنيد الحوثيين الإجباري وأربعة أطفال، المطيري نموذج مشرف آخر من فرسان عاصفة الحزم وإعادة الأمل، لا أفهم لماذا يتم تجاهل صمداني والمطيري والآلاف غيرهم من القوات السعودية المشتركة الذين يتحملون أعباء إنسانية وحقوقية بالإضافة إلى الأعباء الأمنية والعسكرية، جمعني التواجد على الحد الجنوبي مع رجال من نوعية نادرة والكثير منهم لا يزال يعمل بصمت وباجتهاد من أجل أن تبقى حدود بلاد الحرمين آمنة ومن أجل أن تعود اليمن لأهلها والعرب، قبل أيام كنت مع اللواء محيا العتيبي قائد حرس الحدود في جازان، العتيبي الذي روض مع جنوده جبال جازان لتكون بين جنباتها الكثير من الطرق الآمنة للمدنيين والعسكريين على حد سواء، واطلعت على الجهود الجبارة للقوات السعودية المشتركة في تأمين الحدود وصد المعتدين، تدوين أسماء رجال الحزم والعزم والحسم يحتاج إلى مجلدات ومجلدات وليس إلى مقال صحفي، وهنا لا بد من الإشارة إلى موضوع مهم جدا، السعوديون والخليجيون شكلوا مع انطلاق عاصفة الحزم حاضنة اجتماعية وثقافية وإعلامية للقوات السعودية المشتركة إلا أن الدور الذي تقوم به الشخصيات الأكاديمية والثقافية والاجتماعية والقبائل جنوب المملكة العربية السعودية كان له أبلغ الأثر على انتصارات جنودنا المرابطين، أهل الجنوب الأقرب جغرافيا لساحة الشرف لا يسعني هنا إلا أن أرفع لكم العقال عاليا.
رسالة:
رافقني في عملي الصحفي الممتد لربع قرن الكثير من الزملاء تعلمت منهم الكثير، وهنا على الحد الجنوبي أود أن أقول إن الزميل المصور السوداني محمد احمد سر الختم كان فعلا أحد أسرار نجاحنا في توثيق انتصارات القوات السعودية المشتركة.