تعاقبت على اليمن كوارث الانقلابات، بيد أن أكثرها قرفاً عندما تسوغ، وتسوق انقلاباتها الدموية بأنها جزء من تكاليف ربانية مقدسة، كما هي ثقافة الفتوحات الربانية التي بشر بها قبل هزيمة الحوثي نائب الحرس الثوري حسين سلام بعد مقبرة حلب، ثقافة التسويق الديني الكاذبة في قاموس الحوثية، تصبح توجيهاتها جزء من عقيدة فدائية تدق دونها الأعناق في حال مخالفتها، أو إبداء أي امتعاض أو معارضة لها من قبل فئة التابعين الزنابيل.
هذا المرض المزمن العقيم تجلى في خطاب الحوزة الحوثية التنبلية، عندما شهر سيف التوجيهات الربانية مع الرعية الأتباع. السيد للتو تلقى خطابا تكليفيا ربانيا بجمع أكبر عدد من الزنابيل الأطفال، والزج بهم في معركة أسترداد الخسائر التي تجرع سمها الأسبوع الماضي.
"السيد" عبدالملك الساهر على شئون المملكة الحوثية، والراعي الثيوقراطي الحصري والسائس لشئونها، يوحي إلى أتباعه بأن المرحلة لا تستحمل المرجفين، والمثبطين، وأن توجيهات ربانية نافذة في مواصلة كوارثه العبثية قائمة على قدما وساق، لا استسلام ولا إقرار بالهزيمة حتى تصل قوات الشرعية والمقاومة مخبئ كهفه، ليجد ذريعة يفر بعدها إلى أسياده في إيران، ويترك حثالة الزنابيل والقناديل لثأر جرائمه يتغذاهم.
"السيد" العكفة، الذي بدت فجيعة هزيمة المخا على محياه، وحسرة حاول أن يخفي ملامحها بعبثية هرائه المعتاد، لكن هزالة وجهه كشفت عورة ضعفها، وعبثا بعد هزيمة المخا أن يرى شعبا مقطرن، كما تهوى غرائز أطماعه، ليمارس ذات الأكاذيب، التي لا تنطلي على الحمير.
الحوثي يلفظ أنفاس الأمل في ضوء الهزائم التي تتلقاها مليشياته، وانفراط عقد تحالفه مع المخلوع صالح نتيجة للفشل المشترك لعصابة الانقلاب، واحتضار مملكة أطماعهم، ولعل شريكا الانقلاب في أهبة الاستعداد للرحيل المخزي خارج الوطن الذي يلفظهم، ويستبرئ من كل حماقاتهم وجرائمهم، وحتى أسلوب المناورة التي كان يجيدها الثعلب وشريكه الحوثي أصبحت ضربا من العبث.