;
مصطفى أحمد النعمان
مصطفى أحمد النعمان

ما بعد المخا! 1136

2017-01-29 06:59:19

لم تكن العملية العسكرية التي قادها اللواء/ هيثم قاسم، بالتعاون والتنسيق مع قوات التحالف في المخا مفاجأة وكان إنهاك الميليشيات المتواجدة هناك مسألة وأمراً متوقعاً بعد مرحلة طويلة من الاستعدادات استمرت لأشهر في متابعة مواقعهم وتدمير مستمر لتحصيناتهم وفرض حصار على ممرات تموينهم، ولكن ما يثير الحيرة هو عدم قدرتهم على توقع حدوث هذه العملية ونتائجها الطبيعية، وظلوا لأكثر من ١٩ شهراً يعيشون حالة من الإنكار والوهم بقدرتهم على الصمود أمام آلة عسكرية أكثر قدرة وتدريباً وعتاداً، وجاءت الاستعانة بهيثم قاسم محفزة للقوات التي تولى قيادتها للسيطرة على المخا ليستعيد ألقه العسكري بعد خيانة رفاقه القدامى له وللجيش الجنوبي في حرب صيف ١٩٩٤.
لم يكن الحوثيون في كل المعارك التي خاضوها منذ ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م قادرين على استيعاب حقيقة محدودية قوتهم وقدراتهم أمام الآلة العسكرية لقوات التحالف تحت ظل حصار شديد وعاشوا حالة من الإنكار للواقع وحدود إمكاناتهم ولم يتمكنوا من إدارة المناطق التي سقطت بين أيديهم ومارسوا فيها حالة من الاستبداد والتعسف والقهر وبعثوا ذكريات عقود قديمة اختلطت فيها الوقائع بالمبالغات، واستفزت تصرفاتهم مشاعر الناس في المناطق الشافعية وتعز على وجه الخصوص التي أحس أغلب سكانها أنهم قد وقعوا تحت قبضة (احتلال)، رغم اعتراضي على المفردة، لأن أعداداً من سكان هذه المناطق تحالفت مع الحوثيين لأسباب بعضها مرتبط بانتماءات مذهبية وسلالية وأنصار الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح، وبعضها الآخر متعلق بمقاومة محاولات فرض هيمنة فريق بعينه على الساحة واحتكارها تحت شعار محاربة الحوثيين.
الآن نشأ وضع ميداني جديد ولا أدري إن كان الحوثيون قد استوعبوا الحقائق الجديدة والتي تحتم عليهم التوقف لمراجعة ذاتية وإعادة النظر في تصوراتهم بأنهم أصحاب رسالة إلهية وأن لهم حقوقاً تاريخية لحكم بلد يدعون ضرورة استرداده ممن يزعمون أنه انتزع منهم في سبتمبر ١٩٦٢، وبالغوا في الاعتقاد بإمكانية العودة بعقارب ساعة التاريخ القديم منه والحديث، ويزداد يقيني بأنهم لم يقروا إلا فصولا معينة من تاريخ اليمن ولا يعلمون كيف تدار العلاقات الإنسانية ولا يمتلكون المهارات السياسية الكافية ليتعرفوا على المتغيرات في المحيط القريب ولا ما جرى من تغيير جذري في المجتمع خلال الستين عاماً الماضية، وتسبب هذا الجهل أو التجاهل والإنكار في اندفاعهم بغير هدى وتعسفهم في استخدام القوة ضد خصومهم وإقصاء كل معارض أو محتج.
أصبح كل أطراف الحرب الأهلية يفاخرون بـأعداد قتلاهم وما ألحقوه من دمار بخصومهم وتحولت المعركة الداخلية إلى وسيلة عبور للإثراء وتصفية حسابات سياسية ورغبة في الثأر وصراع على السلطة والنفوذ، ويزداد المشهد قتامة مع كل قطرة دم تراق علـى الأرض اليمنية وبارتفاع أعداد اليتامى وتصاعد الكراهية والحقد والرغبة في استعادة الحكم ولو كان الثمن دمار كل الوطن، ورغم ذلك مازال أمام اليمنيين فرصة لوقف المزيد من النزيف والدمار والبدء في التفاهم حول وسائل انتقال إلى حالة من الهدوء النفسي ولو بصورة مؤقتة تتيح للبسطاء التقاط أنفاسهم ومحاولة العودة إلى حياتهم الطبيعية وسيكون على كثير منهم توقع مواجهة الفواجع التي لم يكتشفها الناس بعد.
فضحت الحرب النخب السياسية والحزبية والقيادات الحالية التي تحكمت بمصير هذا الوطن لعقود طويلة، ويشاركها في الجرم من يطالبون بضرورة استمرار الحرب وهم بعيدون عن ساحتها ولا يعانون من ويلاتها ويكتفون بمتابعة الأخبار عبر شاشات التلفزيون ووسائل الاتصال الحديثة.
برهن كل هؤلاء أن الوطن والمواطن آخر همومهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد