قالوا فجروا قباباً أثرية تاريخية بتعز.. ليش؟ قالوا القبور بدعة وليست في الإسلام.
قالوا اعتداء على حفل مدرسي بتعز.. ليش؟ قالوا اختلاط لا يجوز.
قالوا اشتباكات وضرب بالمدرعات وقصف داخل سوق بتعز مش بالجبهات.. ليش؟ قالوا بيتضاربوا على عائدات السوق .
قالوا بتعز القادة بيتعايروا على الفلوس فيما بينهم مع أنها أقل جبهة تحصل على دعم.. ليش؟ قالوا مش متعودين على استلام فلوس .
قالوا تعز أول من نادت بدولة القانون والمؤسسات ولكن كتائبها صارت مثل الدكاكين كل كتيبه مسمية باسم صاحبها، ومش راضيين يشكلوا جيشاً وأمناً ودولة تحكم الجميع.. ليش؟ قالوا عشان كل من حرر شارع يريد يكتب اسمه على جدرانه ويبقى تحت سيطرته .
قالوا فجروا مقر الأمن السياسي بتعز.. ليش؟ قالوا إيش بانستفيد من مبنى كان سجنا ومعتقلا سابقا .
يا أهل تعز أشفقوا على تعز.. يا قادة تعز أرفقوا بنا وبتعز .
أخطاؤكم ونزواتكم الداخلية تسيء لنا جميعا، وتضعف من يناصر قضيتكم، وتحرج من يقف في صفكم .
أنتم جزء من معركة الدفاع عن وطن ولستم في معركة عقال حارات .
من المعيب أن من يستشهدون في جبهات الدفاع عن المدينة يدفنون بصمت، بينما مماحكاتكم وصداماتكم داخل الشوارع تتصدر صفحات الأخبار .
من المخجل أن نسمع أخبار أبو العباس وغزوان ونعمان وسرحان أكثر من أخبار حصار المدينة وتجويعها، والمجازر التي ترتكب بحق أهلها، والأمراض التي تفتك بأطفالها.
لا يعقل أن نشاهد العدد الكبير من المسلحين والسلاح الحديث والمدرعات الوحيدة، داخل الأحياء السكنية والأسواق، أكثر من المتواجدين بالجبهات .
لا تتقاتلوا على جلد الثور ومازال الثور يرفسكم .
لا تكونوا أداة تخدم عدوكم والمتربصين بكم .
ألا يكفي أن تختطف مليشيات الحوثي أرواح أطفالكم ونساءكم، حتى تقوموا بمساعدته في خطف أحلامهم وترويعهم .
نحن في معركة تحرر وتضحية من أجل قضية، ولسنا في مهرجان انتخابي يريد فيه كل واحد أن يثبت أنه أقوى من الآخر وأحق بالفوز..
وفروا جهودكم وذخيرتكم لمن لا يفرق في قتلكم .
لا تتنازعوا على من يتصدر رأس المجلس ومازال البيت آيل للسقوط .
تعز التي اتسعت اليمن بأكملها لأبنائها.. هل ستعجز أن تتسع لخمسة قادة عسكريين أو ستة من مدينة واحدة؟
ما لم يدعم الجميع سلطة الدولة، ويحتكم الكل لقانون السلطة المحلية، ويسمح للسلطات الحكومية والأمنية والقضائية، القيام بدورها، فتعز وحدها من ستخسر .
وإذا كل مجموعة تمتلك سلاحا منحت نفسها حق الضبط والمحاسبة والجباية والحساب والعقاب فربما يأتي يوم يكتب على أبواب مدينتكم "أهلا بكم في مقديشو اليمن"..
ونقول لمن له رأي ومن يكتب ويعبر سواء كان من تعز أو من خارجها: لا تنظر لمن ارتكب الخطأ حتى تحدد موقفك.. ولكن ابني موقفك من الخطأ نفسه.. فلا تزدهر الخطيئة إلا بمحامي.
وأخيراً والله إنني لأخجل أن نكون نحن من يسدي النصح لأهلنا في تعز وهم من درسونا وأهلونا وعالجونا وفقهونا.. فتعز دوماً تمدح لا تنصح .
كنتم ومازلتم قدوة لنا في المقاومة والتحرر، فكونوا قدوة لنا في بناء مؤسسات الدولة والتحضر.. كما أصبح أهل مأرب وعدن وحضرموت فخر لنا .
وفي الليلة الظلماء يفتقد بن سعيد .