مأرب هل كانت ذلك الابن البار الذي شيطنته زوجة الأب الظالمة وسلبته كل حظوته لدى الأب الغافل عما يدور في بيته، ونهبت- في طريقها لإقصائه عن العائلة وتشويه صورته- كل ما يملك من ثروة خاصة؟
ذلك الابن النبيل الذي قبل القليل مما تجود به من نصيبه في ثروة العائلة، والذي حمل تاريخ هذه العائلة على كتفيه منذ الأزل.
هذه ليست أسطورة إغريقية بل هي قصة مدينة يمنية.
نعم هي مأرب، مدينة التاريخ والحضارة وشهامة القبيلة التي شوهها نظام كان هدفه تمزيق روح الوطن الواحد، وإن أشاع أنه صانع الوحدة وباني الوطن.
مأرب خلال أشهر تضاعف سكانها أضعافا، حين صارت قبلة وملجأ لمئات الفارين بحرياتهم من الاعتقال، ومعقلا لكل الطامحين في النضال بالسلاح وبالكلمة ضد المليشيا المنقلبة على الدولة، وكما حملت في أحشائها حضارة اليمن القديمة، ها هي الآن تلد المستقبل والحرية على يد أبناء قبائلها وأبناء اليمن من كل أطرافه البعيدة.
مأرب التي ما زالت تعاني الإهمال وإن صارت معاناتها مختلفة، فقبلاً كانت خيراتها تنزع منها لتعاني التهميش والتجهيل بها والتشويه المتعمد.
الآن، هي تعاني من الازدحام الذي حدث للارتفاع الكبير للسكان والذي يحتاج إلى عمران وبنية تحتية تناسب هذا هذه الزيادة المطردة من السكان.
انعدام الخدمات والمرافق من مدارس ومستشفيات وفنادق ومساكن وارتفاع مهول للمعيشة جعل الأمر عسيرا على الجميع كأنه مخاض متعسر لولادة المستقبل.
هي الآن جديرة بالتفاتة الشرعية لها كعاصمة للحرية والحضارة والمقاومة، جديرة بتحسين وضعها كمدينة استقبلت ما يزيد عن مليون إنسان، هم سكانها الإضافيين.
جديرة بأن تعوض تنموياً وإعلامياً بعد التهميش السابق، فقد صارت قلباً لليمن ينبض بالمستقبل الواعد.