;
د. عبد الواسع هزبر المخلافي
د. عبد الواسع هزبر المخلافي

طابور الإرجاف والتخذيل والتثبيط والإرباك؟! (5) 884

2017-01-02 03:18:13

قال تعالى:[ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ]" عمران: 154 "، وقال تعالى: 
(وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)، (وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ ۚ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا)" الأحزاب: 12، 15". 
وهذه رزمة من أخلاقيات طابور النفاق والمنافقين، وحزمة من سلوكيات هؤلاء المرجفين الظانين بالله ورسوله والإسلام ظن السوء ظن الجاهلية، تخيلوا معي، وتصوروا حجم الإرجاف والتثبيط، وكثافة الإرباك والتخذيل الذي يتلقاه جيش المؤمنين المجاهدين المقاوم في سبيل الله، وغزارة البث النفاقي المباشر الموجه إلى ساحتهم الجهادية، وقوة الصوت المرتطم على طبلات آذانهم وأسماعهم، والواقع على شبكات أبصارهم وتأثيره اليومي وعلى مدار الساعة وهو يتردد على قلوبهم ومسامعهم؟! كيف وهم يرونه برؤية العين المجردة، وبرؤية النظر العقلي المتدبر، بل من ينظر إلى المساحة التي خصّصها القرآن الكريم للمنافقين وتعريتهم يقف على كارثية هذا الصنف على الإسلام والمسلمين، ويعلم مدى كثافة الجماعات والطوائف التي تعمل في تجارة الإرجاف والتثبيط والتخذيل والإرباك، وتروِّج لهذه البضاعة بمختلف وسائلها ويزعقون ويصرخون كالباعة المتجولون في المدن والأسواق المكتظة وعلى حافة الشوارع والطرقات. 
أحياناً قد يتحقق هذا الحجم من الإرجاف والتثبيط والتخذيل وكثافته على المؤمنين المجاهدين في معركة واحدة فيصيبهم بأذى، لكنهم يتجاوزونه بسلام آمنين، أو قد يجتمع عليهم في حرب واحدة فيتعاملون معه بما يناسبه ويكافحونه في وقته وآنه ولا يؤخرونه حتى يستشري، وأحياناً يتحقق ويتأكد في معارك وحروب متعددة، وربما القائد الواحد الذي خاض كل المعارك، أو أرسل غزاة في بعضها، وأدار عن بعد البعض الآخر يكون قد تلقى ذلك كله خلال سنوات عمره، كما هو الشأن في رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم - وبعض رجالات خلفائه وصحابته الكرام الذين جاهدوا وفتحوا الشرق والغرب وقاوموا الداخل كاد يرتد ويتمرد بفعل فتنة هذا الطابور، وقد يحدث مثل هذا في حرب واحد من معاركنا القائمة اليوم بسبب طولها وعرض مساحتها، ولامتلاك هذه الجماعات الإرجافية، والطوائف المثبطة المخذلة وسائل التكنولوجيا الحديثة الإعلامية والعسكرية والأمنية والاستخباراتيه ومقدرات لدولة والشعب الرسمية والأهلية المسخّرة لذلك، وهذه نماذج مختارة من بعض تلك الإرجافات والتثبيطات والتخذيلات والإرباكات. 
أولا: (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) 
-هنا طائفة إلقاء التهم الباطلة والاتهامات الزائفة، بل لا تقف هذه الطائفة عند اتهامهم لبشر مثلهم غير معصومين في مستواهم، فقد يرفعون سقف الاتهامات فيتهمون الأنبياء والرسل، ويرفعون أكثر وأكثر فيتهمون الخالق سبحانه وتعالى، وهذه إرجافات وبلبلات وتثبيطات وتخذيلات يقدمونها للمؤمنين المجاهدين في سبيل الله ويستخدمونها في زعزعة إيمانهم وثقتهم بالله ورسوله والحق الذي اتبعوه.
-وقد تنقل هذه الإرجافات أصحابها من الإيمان إلى الكفر والعياذ بالله إذا واجهة قلوب ضعيفة مضطربة قابلة للتفاعل والتعامل مع هذه الإرجافات والتشكيكات، وهم في ذلك يسعون للخلاص بأنفسهم من خياناتهم المتكررة لله ولرسوله وللمؤمنين التي كشفها الوحي وأخرجها للناس، ويبررون تقصيرهم، وكأن الغير خانهم وغرّهم، ويزعمون أنهم كانوا باستطاعتهم فعل المطلوب المنشود لولا أن القيادة ليست معهم، وأن الأمر خارج عن إرادتهم، أو أن الواقع ليس تحت سيطرتهم فالغالبية ليست لهم والسواد الأعظم لا يتبعهم، فيلقون باللائمة على الله ورسوله، وعلى القيادة العليا، يطعنون بالوحي ومصدره [ وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا ] " الأحزاب: 12 " [ وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ] " عمران: 154 " [ يُخفون في أنفسِهم مالا يُبدُون لك ] " 154 " [ يقولون بأفوههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون ] " عمران : 167 "، وهي حالة تتكرر في كل زمان ومكان، وإن بصور وأشكال أخرى أو بصورة مطابقة تماما.

 أستاذ مشارك- كلية الآداب- جامعة تعز  
يتبع6            

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد