في الوقت الذي يتقدم فيه الجيش الوطني العظيم نحو مدينة صنعاء لتحريرها من العصابة الانقلابية، هو الوقت الذي تتهيأ به جموع الأحرار من أبناء أمانة العاصمة للانتفاضة بعد صمت طويل والانفجار من داخل صنعاء في وجه الانقلاب ومساندة ومناصرة والوقوف مع الجيش الوطني الذي أصبح على عتبات صنعاء، والانتفاضة من الداخل في الوقت المناسب معناها ضرب الانقلاب في العمق، وطعنه في الظهر، وكسر شوكته إلى الأبد.
في داخل أمانة العاصمة يوجد أحفاد الزبيري والثلايا والموشكي والعلفي وغيرهم من رجال ثورة سبتمبر الخالدة، ولن يضيعوا فرصتهم التاريخية للإدلاء بدلوهم والمشاركة في دحر الانقلاب الذي سيربكونه ويلخبطون أوراقه إذا انتفضوا عليه من داخل مدينة صنعاء، بل وسيجعلون الجيش الوطني يحررها بسهولة. مدينة صنعاء كبيرة وواسعة ومترامية الأطراف، وهذا ما يجعل الحوثي وصالح غير قادرين على بسط السيطرة عليها في الوقت الحالي إذا اندلعت انتفاضة مقاومة من داخلها، وليس هناك لديهم من مقاتلين ما يجعلهم يحكمون السيطرة القوية، لأن أغلب مقاتليهم في تعز والحديدة وصعدة والحدود ونهم وصرواح أي يعني خارج صنعاء، وإذا كان هناك في تعز ما يقارب أربعة عشر لواء عسكريا بالإضافة إلى أبناء القبائل ولجان الحوثي، وكل هؤلاء لم يستطيعوا بسط السيطرة على تعز التي توجد في داخلها مقاومة غير مدعومة بالسلاح ولا تمتلك دبابة واحدة، فإن الحوثي وصالح يحتاجون ما يقارب خمسين لواء عسكرياً للمواجهة داخل مدينة صنعاء في حالة وجود انتفاضة ومقاومة داخلها.
تحرير مدينة صنعاء سيتم في حالتين، الحالة الأولى: إذا سحب الحوثي وصالح كل مقاتليهم من تعز وصعدة والحدود وكل الجبهات إلى داخل مدينة صنعاء للتمترس والمواجهة، ففي هذه الحالة سيستطيع الحوثي وصالح أن يواجهوا أكثر من مدة ثلاثة أشهر. والحالة الثانية: إذا لم يسحب صالح والحوثي مقاتليهم من خارج صنعاء إلى داخلها، فإنهم لن يستطيعوا المواجهة غير أيام معدودة وستتحرر صنعاء خلال فترة عشرة أيام.
هناك خطتان لصالح للهروب في حالة تحرير صنعاء، الأولى: الهروب عبر الجو إلى الدول العظمى التي نسق معها لإرسال طيارة إليه وعلى رأس هذه الدول أميركا. والخطة الثانية: الهروب عبر البحر من الحديدة إلى الدول الأفريقية ثم التوجه بعدها إلى المكان المستهدف للجوء إليه. على الجيش الوطني أن يعطي الأولوية في التحرير لمطار صنعاء، فإن تحرير المطار هي عملية كافية للقيام بتحرير صنعاء خلال بضع أيام، ولما لها من أهمية عسكرية وإعلامية ومعنوية، وهو ما سيؤثر على الانقلاب وتحالفه ويجعله يتهاوى سريعاً .