(2)
اليوم نراه مع جنوده وضباطه الميامين في الصفوف الأولى بزيه العسكري وسلاحه في جبهة (نِهم) بكسر النون، لم يقعد في الصفوف أو المكاتب الخلفية من ميدان القتال. إلى جانب إدارته للعمليات لم ينس الجبهة الداخلية، فوجه دعوة صادقة إلى من تبقى من قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وغيرهم من المنتسبين إلى المؤسسة العسكرية والأمنية اليمنية، وكذلك وجه الدعوة إلى أبناء القبائل بقوله "يا أبناء اليمن الأوفياء أدعوكم إلى تفويت الفرصة على ميليشيات الحوثي وصالح ومن خلفهما إيران". كما وجه دعوة لأبناء محافظة صنعاء وأمانة العاصمة والقبائل المحيطة بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم ومناطقهم إلى الاصطفاف مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الباسلة في مواجهة فوضى ميليشيات الحوثي وصالح، والعمل على إفشال كل خططهم وجهودهم الداعية للعودة باليمن إلى الوراء.
(3)
وتأتي زيارة الرئيس عبد ربه منصور لحضرموت (بعد طول انتظار) في ظروف صعبة يمنيا وعربيا ودوليا، ولن أخوض في تلك الصعوبات، لكني أقف عند حضرموت، فالمكلا مثلا كانت تحت سيطرة تنظيم القاعدة لأكثر من عام، كما تقول وكالات الأنباء، وأصبحت اليوم تحت سيطرة الدولة اليمنية بجهود أبنائها المخلصين، ويكاد يكون فيها الأمن مستتبا نسبيا، لكن حضرموت تشهد جهودا سياسية حضرمية تعمل من أجل عقد مؤتمر "حضرموت الجامع" والذي يهدف إلى رسم خطة مستقبلية للمحافظة بما في ذلك إنتاج البترول. في الوقت ذاته يوعز المراقبون أن زيارة الرئيس لحضرموت، إلى جانب أمور أخرى، العمل على إعادة تصدير النفط ويبذل مساع حثيثة لإعادة الشركات النفطية للاستثمار والعمل في البلاد.
أتمنّى على الرئيس اليمني عبد ربه منصور وأركان حكومته أن يكمل المشوار ويقوم بزيارة محافظة المهرة، فالأمور هناك ليست على ما يرام، هناك تنافس بين قوى إقليمية واضحة للعيان، قد تتطور تلك المنافسة إلى ما لا تحمد عقباه.
كما أتمنى على دول التحالف أن تبذل كل جهودها لبقاء الدولة اليمنية موحدة، فالتعامل مع قيادة موحدة في إقليم واحد خير من التعامل مع دول صغيرة ومفككة في ذلك الإقليم، واليمن خير مثال.
*الشرق القطرية