يجب أن تتبلور التضحيات التي يقدمها الشعب اليمني ومعه الشعوب العربية إلى مشروع واحد عام ومشترك واضح المعالم، عنوانه مشروع الدولة وتحقيق النهضة والمصلحة العامة مع العلم أن الثورة والمقاومة ما هي إلا وسائل تستمد قيمتها وقدسيتها من قيمة الهدف.
وكلما رأينا طغيان الصراعات الصغيرة وتوافه الأمور بين أصحاب المشروع الواحد، وهيمنة النزق وتصدر محدودي الأفق وعاشقي الإثارة، والمشاغبات العقيمة والجهوية والحزبية تسيطر على المشهد العام، يتضح هنا أن المشروع العام غير واضح ويأخذ اهتمامات ثانوية وهامشية وأن المسافة بيننا وبين تحقيق النهوض الحقيقي من عثرتنا التاريخية ما زالت بعيدة وأن الجسور مقطوعة بين الوسائل والغايات، وأن الوعي ما زال مضروب.
كل هذا يوجب بذل جهود مضنية من قبل المثقفين والنخبة السياسية للحفاظ على نقاء الوسيلة وإحداث تطورات تراكمية دائمة، حفاظا على تحقيق جوهر الهدف وروحه وضمان عدم وقوع انتكاسات قاتلة ومنع إعادة إنتاج ما قامت الثورة والمقاومة الشعبية لإزالته والتخلص منه.
فالمعركة تبدأ وتنتهي بالوعي وبوضوح المشروع العام المشترك، وبتصدر قيادات على مستوى المشروع وبقدر التحديات بصوتها الأعلى الذي يجب أن يرتفع على حساب الفقاعات الصغيرة التي تتحول في حالة الغياب إلى تيارات هواء فاسد!
ما لم، فإن مسلسل الانحدار نحو الحضيض والصعود نحو الهاوية سيستمر، وستبقى مسيرة أعمى يقود أعمى إلى (الزربه)، و"عمياء تخضب مجنونة" هي الحاضرة والحاكمة والمحددة للمستقبل للأسف، وستعود حليمة المجذوبة إلى عادتها القديمة، غصبا عن الجميع وباستحقاقات مضاعفة.
أحمد عثمان
حتى لا نصعد نحو الهاوية 1344