;
علي الفقيه
علي الفقيه

حين صارت مأرب هي اليمن 1177

2016-10-17 14:37:43


في مأرب يمكنك أن تجد كل اليمن..
وبزيارة مأرب يمكنك أن تلمس حقيقة اندفاع اليمنيين لاستعادة دولتهم ومدى استعدادهم للتضحية من أجل هذه الغاية لتكون اليمن لكل أبنائها.
معلمون وأطباء ومهندسون وطلبة وأساتذة جامعات ونشطاء وقادة حزبيون كلٌ يبذل ما يمتلكه من قدرات ويضع إمكاناته ضمن المجهود الجمعي لمعركة استعادة الدولة التي يخوضها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
الجميع في طريقهم إلى صنعاء عاصمة الدولة اليمنية يحاولون أن يفكوا عنها قبضة عصابات الانقلاب التي أطاحت بحلم الجميع في بلد آمن ومستقر ودولة قادرة على حماية كل اليمنيين.
هناك وجدت الأصدقاء الذين مضى على غياب بعضهم من أيام الجامعة، وجد الجميع أنفسهم مجبرين على التخلي عن نمط حياتهم الطبيعي وتحولوا إلى مقاومين أو انخرطوا في تقديم مهام مساندة للجيش والمقاومة.
إلا أن الجميع يحملون من الأمل ما يملأ البلد سلاماً واستقراراً في حال انتهى الانقلاب ووضعت الحرب أوزارها وتخلّى أصحاب مشاريع الهيمنة بالقوة عن أوهامهم.
استقبلت مدينة مأرب وما حولها مئات الآلاف من اليمنيين من مختلف المحافظات ومع ذلك لا تسمع سؤال "من أين أنت؟" لأن اليمن كلها بالفعل في مأرب واستطاع المعنيون بالأمن ضبط الأمن، في مدينة مستهدفة لدى تحالف الانقلاب بدرجة أولى، دون أن يقتضي ذلك انتهاك حريات الناس أو فرزهم على أساس مناطقي.
حزنت مأرب كما حزنت اليمن كلها على استشهاد الشدادي لكنه كان الحزن الذي يدفع إلى الوثوب إلى الأمام لا التراجع عن الخلف، وبقدر ما كان اللواء عبدالرب الشدادي قائداً جامعاً، وبطلاً استثنائياً في شجاعته وتجرده ونزاهته، إلا أنه شكل حالة إلهام للمئات من الشبان اليمنيين الذين انضموا إلى صفوف المقاومة والقوات المسلحة لأنهم وجدوا في هذا الرجل النموذج الملهم.. واستقبلت مأرب خلال الأسبوع الماضي المئات من الشبان الذين قدموا للالتحاق بالمقاومة والجيش بعد إذاعة نبأ استشهاد الشدادي رحمه الله.
كنتُ في مأرب في الأشهر الأولى للمواجهات خلال العام الماضي ٢٠١٥ وكانت المدينة لا تزال تتخطف من أطرافها وكان الوضع في غاية الصعوبة، ورأيت كيف تجلَّد الناس حينها وواجهوا وصمدوا صمود الأبطال وفتحت مأرب ذراعيها للأحرار من كل اليمن الذين ساهموا في دحر العصابات الغازية من أطراف المدينة، وبدلاً مما كان الناس يومها يتحدثون عن تحرير مأرب كمحافظة أصبح الجميع اليوم يتحركون في مأرب والجوف وصولاً إلى نهم بمحافظة صنعاء والبقع وكتاف بمحافظة صعدة كمناطق محررة من عصابات الحوثي وصالح وخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
جبهة صرواح التي التهمت العشرات من خيرة الرجال هي اليوم مسرح لعمليات الجيش والمقاومة وما تبقى منها سوى كيلومترات قليلة فقط هي المساحة التي تحاصر فيها مليشيات الحوثي وقوات صالح التي تستميت للتمسك بها لتمنع التقدم نحو العاصمة صنعاء من الجهة الجنوبية.
تتعرض مدينة مارب للقصف بصواريخ بالستية بشكل شبه دائم خصوصاً عندما يتواجد فيها مسؤولون كبار، ولولا محطات الدفاع التابعة لقوات التحالف العربي لكانت المدينة شبيهة بالمدن السورية بفعل الكم الهائل من الصواريخ التي تم تدميرها في سمائها.
أكثر من ألف جريح ممن أصيبوا في معارك استعادة الدولة يرقدون في سكنات مخصصة لهم في مأرب لا يزالون بانتظار صحوة ضمير حكومية لنقلهم للعلاج وإبلائهم رعاية واهتماماً يليقان بإنسانيتهم.
تتدفق مياه سد مأرب لتمنح الأرض حياة وخصباً وعطاءً ويتدفق الخير في وديانها وتثمر أشجار البرتقال، وتستمر شعلة النار متوهجة في حقول صافر النفطية لتصدر الطاقة والغاز إلى كل قرية وبيت في اليمن، وتفتح مأرب ذراعيها لكل اليمن لتؤكد للجميع أنها الأم التي لا تجفو أبناءها مهما أساؤوا لها أو أعرضوا عنها.  

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد