;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

معافاة..مجتمع سقيم تنخره الآفات 1322

2016-10-04 15:49:28


استمرارية الثورة حتى تتحقق أهدافها، ولازلنا في الفعل الثوري نقاوم الماضي ثقافة وسلوكاً، سعياً لتغير واقعنا لواقع أفضل، لإرساء الدولة المدنية الضامنة للحريات والمواطنة.
ولن يتم ذلك دون معافاة المجتمع من كل الأمراض التي حقن بها، لينصاع للاستبداد والطغيان والفساد والإرهاب، أهمها الطائفية والمناطقية، المعيقة اليوم لتحقيق أهداف ثورتنا وبناء أركان دولتنا.
الفرد المتعافي من أمراض الماضي يبني مواقفه واختياراته وفق القيم والمبادئ الإنسانية والثورية في بيئة طاردة للإرهاب والفساد، والمريض يبني مواقفه واختياراته وفق المناطقية والقبلية والطائفية في بيئة حاضنة للإرهاب والفساد.

ابتلى الشمال بطائفية والجنوب بمناطقية، والطائفيين والمناطقيين وجهان لعملة واحدة يخدمان بعضاً، ويغذون بعضاً، ويسندون بعضاً، ولهم مواقف داعمة لبعضهم بعض، إنهم بشر شياطين يحفرون الأنفاق ويضيقون الآفاق، يهدمون المجتمع ليعيقون بناءه، يفرقون بدلاً من أن يجمعون، يقودون لليأس بدلاً من زراعة الأمل، سلوك خبيث يحقر الذات ويسحق النفس، وينشرون الفساد ويسمم الأخلاق، فساد ثقافي وفكري وأخلاقي للمساكين الأغرار في لحظات قد لا يمكن علاجه في سنوات، مخطط خبيث لتدمير الوطن، عملية إنشاء وسائل إعلام مختلفة لخلط الأوراق وإثارة الفتن، نحن في وقت عصيب، وواقع مريض، لا يمكن له أن يتغير وينطلق للأمام دون معافاة، وقف عملية تفكيك الصف وبث النعرة القبلية والمناطقية والطائفية، هذا التسميم للمجتمع له نتائج وخيمة على الوطن ومواطنيه بشكل عام.

معافاة المجتمع، في خلق بيئة طاردة ورافضة لهذه الآفات، إنها حرب وعي مجتمعية، حرب ضد التخلف والجهل والتعصب، نكرس المواطنة سلوكاً وثقافة وتنويراً في المنابر والمناهج والخطاب والمقالات ووسائل الإعلام وفي حوارنا وتعاملنا مع بعضنا البعض، لابد من العلاج لمعافاة المجتمع من أمراضه، وتجفيف منابعه، وخرس أفواهه الفتنة ومروجيها، حرب مصيرية نكون فيها أو لا نكون،بين الماضي والحاضر للولوج للمستقبل.

حرم أبناؤنا من مستقبلهم، وها هم ضائعون يلعنونا، بقي أمامنا مستقبل الأحفاد، وسخرنا أقلامنا وأفكارنا لمحاربة أمراض المجتمع القديمة الحديثة، هي ذاتها المناطقية والطائفية بصورها القذرة، واجهنا ونواجهه التحديات، ومرضى النفوس، بالتهديد والوعيد، أن نستسلم، أو ننهض، ولن نستسلم ووهبنا أنفسنا للوطن وإصلاح العباد لتصلح البلاد، نواجه مكينة ضخمة تسحق الوطن متشعبة بثقافة عميقة وجهل متأصل، لكن لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، لابد من إرساء التسامح والتعايش وقبول الآخر، تعزيز الروح الإنسانية، لننتزع العنف من نفوسهم، ليرضخون للمواطنة، واحترام النظام والقانون،لمعاقبة الخارجين عنه، والشطط المناطقي والطائفي المجاهر وزارعي الفتن، والفاسدين وحماتهم والمدافعين عنهم بمناطقية مقيتة، وإعطاء مساحة أوسع للحرية الفردية وتجنب سطوة الجماعة على الفرد الذي تؤثر عليه وتضعفه في اكتساب صفة الشجاعة لمواجهة المواقف الأمر الذي ينبغي أن يكون فاعلاً عند الفرد لأن فقدان الشجاعة يدعم صفة الانصياع والخضوع إلى قرارات معينة بغض النظر عن صوابها أو خطئها تلك الظاهرة التي يسميها البعض (سلوك القطيع)، فينجر الفرد لمواقف واختيارات طائفية ومناطقية مع الجماعة المرتبط بها، وإذا به جزءا من رداءة الواقع.

لن يتعافى الوطن بجناحيه جنوبا او شمال دون تلاحم القوى الوطنية وتكاثف الجهود لمحاربة الظواهر السلبية الخطيرة والتعصب للمنطقة والقبيلة والطائفة والفساد والإرهاب، مهمة وطنية مسئولية الجميع، في ترسيخ قناعات و وعي ان الفساد آفة اجتماعية يجب استئصالها،الفساد جشع يجعل الفاسد المتمادي الصغير بالصمت ينموا ويكبر ليصير حوت يبتلع الجميع بما فيهم من دافعوا عنه يوما،لن يتم ذلك دون تفعيل دور الرقابة والمحاسبة والقضاء النيابة والقانون والدستور، ولماذا لم تفعل هذه المؤسسات إلى اليوم؟ ودورها هام جدا في إصلاح الذات والاعوجاج ومحاربة الرذيلة والآفات الاجتماعية والسياسية وعلى رأسها الفساد والإرهاب، هل يراد للمجتمع ان يبقى مريض ليسهل هضمه وابتلاعه بسهولة وتكميم الأفواه لتمارسون فأسدكم بأريحية، انه المستحيل، وثورتنا مستمرة، وسنصرخ في وجوهكم مادام فينا رمق حياة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد