يوماً بعد آخر تبهرنا مدينة الحالمين بما تقدمه من نموذج وطني يحتذى به، تتجسد في روح معالمها المجيدة، وهي تعلو وتزهو وتسمو على وقع إبداعها النضالي، وتخطو على سير الثوار الأحرار في مسيرة نشيدها التحريري، ودرب المجد في عنفوانها الوطني.
أثبتت وجودها في أرض التضحية والفداء، ودقات نبضها في قلب الهوية الوطنية، وحضورها البارز في روح الجمهورية،، وهي تدافع عنهما، في أحلك الظروف، والمحن التي ما زالت تمر بهما وتتقاسم مع الأبطال في الثغور، ومع المواطنين والأحرار شغف المعاناة.. الممزوج ببسمات الصمود والعزة، والمسكون في روح تواقة للانتصار والتحرر دون تزحزح أو تراجع عن هذا المسار.
تثبت صلابةً تلك الأدبيات بعطائها الثوري، وتجسيد نضالها بصمودها الأسطوري.. وتبنيها مقاومة الإماميين المتمردين، الانقلابيين، والدفاع عن الجمهورية والوطن والشعب، في تجربة فريدة من نوعها خطّها أبناء تعز والوطن أجمع بلا استثناء بدمائهم الزكية، وخلّدها التاريخ كذكرى خالدة، وعطّرها برياحين كرامتها في محراب النضال كأيقونة ثورية باسمة، وكلافتة حضورية، وتضحية جسيمة يتناقلها الأجيال والتاريخ بكل فخر واعتزاز.
تعز.. تلك الحالمة السبّاقة البادية في إشعال شرارة الثورة وردع الظلم والتسلط، فكانت المُشرقة لتلاوة سورة الجمهورية في حجب عتمة الظلام، والإمامة، واعتناق دين الحرية وإشعاع نور فجر الملحمة التحريرية.. كما أنها ما زالت تخطو على تلك المعالم الخالدة لاجتثاث ما تبقى من جحافل التمرد، وخلق وطن خال من الظلم والتسلط والفساد.
تسير في عُلا مجدها بالثقافة والمدنية والسلام والشجاعة، وهي تحذو طريق الحرية التي سلكها روادها، منفردة في تسطير أبيات الكفاح، وتتلو في محراب الشموخ آيات التضحية والفداء والانتصار للجمهورية والهوية الوطنية.. بعد عناء من التهميش، والخذلان، كرّسه المخلوع وأتباعه على مدينة الحالمين التي ثارت عليه دون أدنى خوف أو خشية من غطرسته وظلمه، ونكّلت به، ومزّقته، ومرغته، وأفحمته وأنهكته هو وقوته.. في طريق نضالها وصمودها وتضحياتها ضد الظلم والتسلط والتمرد، وعدم العودة إلى الوراء، وإلى الحكم الإمامي الذي يحاول المخلوع وجحافل التمرد أن يعيد استنساخه في البلاد، بينما وقف اليمانيون الأحرار في منتصف طريق جحافل التمرد، ومشروعهم العبثي دون تزحزح. مهما كانت حجم التضحيات الجسام، وهو يدافع بعزة وشموخ عن كرامة الشعب والجمهورية وهويتهما الوطنية.
عاشت الثورة السبتمبرية، عاش اكتوبر المجيد، عاش الوطن، وعاشت ثورة فبراير، وروادها الأحرار.
تحيا الجمهورية ..
تحيا تعز، تحيا المقاومة.
راكان عبدالباسط الجبيحي
تعز في ذكرى سبتمبر الثورة 1152