كأننا نرى مستقبل اليمن، هناك في صف الدول التي تقدم فيها الخراب ونجح نجاحا باهرا.
نرى مستقبل الوطن جليا في تلك الدول التي أصبح فيها الإنسان كائنا يتعرض للانقراض بالإبادة بتشكيلة ارهابية اجرامية متنوعة، تفجيرات، قصف، أحزمة ناسفة، حروب لا تنتهي، تشظي لطوائف وأقليات تأكل بعضها، وانتهاك للحق والحرية والبقاء والكرامة.
ما زال الوطن في درجة أولى دمار، وغدا رغما عنا سيستمر الحال ويترقى حطاما درجات أعلى نحو الانتهاء.
لقد شاهدنا تفاصيل الاحتضار في العراق أولا، فصلا فصلا ومشهدا مشهدا.. حتى انتهى العراق الحبيب..
والآن كأننا نرى يمننا يرافق سوريا دمارا، وإن تعمقت سوريا بؤسا وشقاء، فها قد بدأ الجلاء والتطهير والإبادة لتعرية الوطن من سكانه..
هي لوحة تدميرية مرسومة ونحن نعيش تفاصيلها فقط.
هي خارطة جديدة ترسم بالدم و الألم، فهل نسير وفق الخط المرسوم؟ هل نترك الوطن ليلتحق بركب الدول التي ضاعت من أهلها؟
ليتنا نفيق ونقطع الطريق على الخراب وندفنه في منتصف الزمن قبل أن نخرج خارج هذا الزمن كأمة وكبشر.
فمن الذي أجرم في حقك يا وطن؟
هل تخاذلنا في البدايات أم قبولنا بالنهايات والمفاوضات؟ ذلك المستنقع الآسن.
وهل سننجو؟ أم أن مكاننا محجوز في صفوف الخراب منذ زمن؟
و هل تظن قوى التحالف أنها بعيدة عن نفس المصير؟ أم أنها قصة الأثوار تتكرر كل مرة.
من نجرم؟
لن نجرم ذلك الجانب الذي سعى لنقل الخراب لديارنا فهذا هو عمل الأعداء فعلا ويجب أن يقوموا به كما ينبغي، سنجرم والتاريخ معنا أولئك الخونة من شركاءنا الذين أسلموا الوطن واسلمونا للخراب إما ضعفا عن صد الجريمة أو بيعا وشراء.
ليتنا نفيق يا وطن ولا نسير في نفس الطريق.. ليتنا نفيق.
فكرية شحرة
مصيرنا القادم 1037