هي الحرب بأدوات شيطانية.. لا يمكن النظر إلى أعمال القتل والتفجيرات وسفك دماء الأبرياء وكافة الأعمال الإرهابية في عدن إلا بأنها جزء من الحرب التي يتمسك بها حلفاء الانقلاب للسيطرة على الدولة.
لو نتذكر كيف استخدموا مثل هذه التفجيرات في صنعاء في المساجد والساحات وأمام كلية الشرطة ومستشفى العرضي وميدان التحرير وميدان السبعين وقاعة المركز الثقافي في إب وغيرها ضمن خطة وتحت عناوين تبرر الانقلاب والتمدد وتوسيع رقعة الحرب.
الخبرة الشيطانية التي اكتسبوها في هذا الميدان يقابلها غياب خطة واضحة لإعمار عدن والمناطق المحررة لأسباب عديدة منها ما تتحمله الحكومة الشرعية ومنها ما يتحمله التحالف ومنها ما تتحمله القوى السياسية والجنوبية منها على وجه الخصوص.
لا يبدو أن هذه الأطراف الثلاثة تمتلك رؤية واضحة لكيفية الاستفادة من المناطق المحررة عدن والجنوب إضافة إلى مأرب لحشدها في معركة فرض السلام. ففي إطار العلاقة بين الأطراف الثلاثة يمكننا أن نستخلص خللاً ما هو الذي يسمح بتفريغ الجهد والتضحيات الكبيرة من خلال هذه الأعمال الإرهابية التي يراد لها أن تكون عنواناً كبيراً لفشل عملية مواجهة الانقلاب وهزيمته.
إن هذا الخلل يكمن في غياب آلية عمل مشتركة وكذا رؤية مشتركة تعمل و تتحرك بمرونة وكفاءة مع التبدلات التي تشهدها الأوضاع على كافة المستويات، وكذا الحاجة لإعادة إعمار هذه المناطق، بعيدا عما يطلقه البعض من هواجس الخوف من تكريس واقع انفصالي أو غيرها من الهواجس غير المبررة.
هذا الخلل ضيع فرصة هامة في حشد هذه المناطق بما في ذلك إمكانية تحرير تعز والتحول من حالة الدفاع إلى الهجوم. كان يمكن أن تشكل مركز ثقل في العملية كلها لو أن المقاومة ترابطت ضمن رؤية محكومة بحسابات اكبر من الحسابات التي أخذت تحاصرها في رقع ضيقة من الفعل الذي لا يستقيم أحياناً مع الأهداف التي تبرر كل هذه التضحيات.
باختصار.. التفجيرات وكافة الأعمال الإرهابية الجارية الآن هي جزء من الحرب وهو الأمر الذي يتطلب إعادة صياغة علاقة هذه الأطراف الثلاثة من منظور ينسجم مع ضرورة حماية المناطق المحررة وتحويلها إلى مركز حشد عملي ومعنوي لفرض عملية السلام.
د.ياسين سعيد نعمان
هي الحرب...! 1434