على الرغم مما يعانيه عموم أبناء الشعب من الجهد والبلاء والضنك جراء ما حل به من آثار الانقلاب ومن النتائج المتلاحقة له جراء التعنت والتلكؤ في تغليب مصلحة الوطن على مصلحة الفرد المستبد والدفع بأضاحي بشرية في سبيل ذلك إلا أن الأمل مازال قرين هذا البلاء ومازال التفاؤل يغلب التشاُؤم عند الغالبية وإن كان البعض يخفي تفاؤله خشية القبض عليه بتهمة (الدعششه) ويكفي هذا المتفائل للتنفيس عن تفاؤله بقوله :(مالها إلا الله).
عام ونصف والكثير كان يرى أن الحرب ستنتهي وستعود الشرعية المنتخبة بكافة أطيافها وستعود الحياة الطبيعية لسابق عهدها وسيأتي في ركب الشرعية القادمة من خلف الحدود ما حرم منه الشعب (الأمن و الاستقرار والحرية والعدالة....) غير أن هناك أسباباً حالت دون ذلك يتقدمها السبب الذاتي من قبل الشرعية والتي مازالت في قراراتها رهينة بعض القوى الداعمة لها والتي تدعم دعماً مشروطا يضمن لها حق الهيمنة على القرار السياسي المستقبلي وحق الامتيازات الاقتصادية كذلك.. مازالت إذن الشرعية سامعة مطيعة لتلك القوى فصدور قرارات بتعيينات بعض الشخصيات في مفاصل حساسة سواء مدنية أو عسكرية أبرز مؤهلاتها أنها (موالية لتلك القوى الداعمة وتحقق شروطها ورغباتها) وليس هناك من شرط أقبح من التشويه والتشكيك في بقية فصائل المقاومة والسعي لاجتثاث قيادتها وملاحقة أفرادها.
إن التضاريس الجغرافية ليست من حالة دون التقدم لاستعادة الدولة والجمهورية فحسب وإنما هناك تضاريس من نوع آخر هي التضاريس السياسية والتي تبدو جلية وواضحة عند بعض الساسة في صفوف الشرعية وخارجها والقوى السياسية الخارجية والتي أضحت بتعنتاتها وضغوطاتها وكيلها بمكيلين مستنقعات آسنة حالة دون تقدم الشرعية التقدم المطلوب والطبيعي وما كان لتلك الشخصيات والقوى السياسية المتحكمة أن يكون لها هذا التأثير على قرارات الشرعية إلا أنها استغلت ضعف رأس الشرعية وارتعاش أطرافها.
عبد الخالق عطشان
عاد المراحل طوال 964