نحمد الله على استتباب الأمن واطمئنان الناس على أرواحهم وممتلكاتهم، يمكن القول إن الأمن في عدن مضبوط بدليل القبض على شبكة تلو الشبكة من الإرهابيين والمستأجرين للقتل، واللصوص والمتقطعين، هناك صحوة ومداهمات لأوكارهم، كم أرقنا الانفلات الأمني..
اليوم شعور بالأمان والاطمئنان، بمطاردة الإرهابيين ولصوص الشارع والمجرمين، كان المواطن يذهب لاستلام راتبه من البريد يتقطع له اللصوص في الشارع أو في الباص وبعضهم من السائقين، ولازالت الجهود تتضاعف والتحديات قائمة، ولا بد من شكر القائمين على شئون المدينة، وهم معروفون بأعمالهم ولا داعي لذكر أسمائهم، كل عمل طيب هو وسام في تاريخهم، ويبقى الكثير مما يؤرق هذه المدينة، ومنها الكهرباء، اللغز المحير، الجوف الذي ابتلع أموالاً ودعماً لا محدوداً، دون أن تصلح حالها، تم تركيب المولدات وتوفير الوقود وقطع الغيار، وقالوا أيضاً، طهروا المؤسسة من الفساد والفاسدين، وفي الأخير معالجات مؤقتة وتعود الكرة ويهبط النشاط بعد الزرة، أي أن كهرباء عدن كلما أضاءت حياتنا لفترة أظلمتها لفترا.. كان المواطن قد تكيف على وضعية ثلاث ساعات مظلمة وثلاث منورة، رغم أنها غير كافية لحفظ المواد الغذائية في البرّاد، حتى هذا الوضع لم يستقر وانهار في لحظة، وتنهار معه حياة الناس واستقرارهم وتفاؤلهم بالتطبيع وتجاوز تداعيات الحرب اللعينة، ولازالت المشكلة قائمة تؤرق حياتنا، ما الذي يحدث؟ من هو المتسبب؟
أسئلة.. على القائمين الإجابة عليها ليقتنع المواطن، ليشعر أنه تجاوز الحرب وتداعياتها وأن مدينته عدن تستقر وتتطبع بها الحياة تدريجيا نحوا الأفضل، عدن مدينة حضرية وهي سباقة في إنتاج الكهرباء في المنطقة 1926م، 25 عام من التدمير الممنهج لبنية عدن الخدمية، ومنها الكهرباء والمياه، مؤسسات ناجحة انهارت بغمضة عين، اليوم مطلوب منا ترميم واقعنا وخدمات مدينتنا، صحيح أن الهدم سهل والبناء صعب، لكن بتكاثف الجهود نتجاوز الصعاب، والتعاون مطلوب والمواطن أساس هذا التعاون في دفع فاتورة الكهرباء والمياه لتنهض المؤسسات وتعتمد على موردها، هنا مطلوب تشجيع المواطنين باستقرار وضع الكهرباء ثم إلزامهم بالدفع وفق النظام والقانون، ما نحتاجه هو نوايا صادقة ونزاهة وأمانة، وحب لهذه المدينة الغالية على قلوبنا، ومؤسسات محاسبة وعقاب وقضاء ونيابة، لإرساء النظام وتنفيذ القانون على الجميع دون استثناء ولا حد فوق القانون، كثرت التهم والإشاعات والانتهاكات والأخطاء، كتوجيه التهم جزافاً، في ظل غياب القضاء والنيابة والأجهزة الرقابية والمحاسبية، متى يتم تفعيلها؟
أملنا كبير في تطبيع وضع عدن واستقرار الحياة فيها بتوفير خدماتها، كهرباء ماء مجاري (لتخلوا من طفح المجاري في شوارعها) ونظافة (لنجد سيارات النظافة تجوب الشوارع تجمع النفايات) وسهولة استلام الراتب بكرامة، هذه أبسط الأمور لتعود عدن لرونقها الأخاذ الثغر الباسم ومدينة المدائن.
أحمد ناصر حميدان
استتباب الأمن وأرق الكهرباء 1337