مصيبتنا في هذا البلد تربع فهلوي سلطتها، بفهلويته قبضها 33 عاماً عجافاً، فرق ومزق، أكثر مما سد وسدد، مستخدماً شخصيته بنرجسية مطلقة، وكأنه دون سواه في المشهد، لقي رواجاً، في بلد متخلف يسوده الجهل والمرض والفقر، درجة ثقافة المجتمع هي التي تساعد على قبول هذا النوع أو رفضه بالمطلق فكان مقبولاً.
لعب على كل التناقضات، وبخبث اختار تحالفات، لضرب هذا بذاك، لهدف لا غيرة أن يبقى على العرش متربعا، استخدم الإسلامي واللبرالي والمرتزق والإرهابي، كلها أوراق لنفس الهدف أن يبقى على العرش متربعا، مستخدماً فهلويته وقدرته الفائقة للإيهام على حل المشاكل التي يصنعها ليشغل الناس فيها عنه،والخصوم التي يقدمها للناس لينجوا من غضبهم، يستخدم مواهبه في جوانب الشر، يزور مواقف تطرب لها آذان السامعين واعين الناظرين، طمعاً في تسمين رصيده الشعبي، وإعطاء انطباع بأنه المنقذ والمخلص أنها صفات الفهلوي في الزمن التراللي.
ولأن الزمن متغير والتطور حتمي وهي سنة الله في هذا الكون، ارتفعت نسبة العلم والفكر وتفتحت العقول فاستوعب الناس، حكاية الفهلوي ودهاليزه وعرفت مخابئه وانكشفت أسراره، وثار شعب حر ضده، قال حينها إنها البروباجندا الإعلامية، فهيا للعَمِلَ على بَلْوَرَةِ أَفْكارِ، وكانت حملته الإعلامية، حرك بها شياطينه وواجد زوبعة من الجنان، ففرق ومزق وعبث في النسيج والثقافة والفكر وخلط الحابل بالنابل، كل ذلك لخدمة بقائه على العرش متربعا، فدلته فهلويته اللجوء للسعودية وطبخ مبادرته الخليجية، ووقعها بفهلوية قال حينها، المهم ليس التوقيع بل الأهم ما بعد التوقيع، وبفهلويته انقلب عليها بحليف هذه المرة شيطاناً عنيفاً، وكاد أن ينقلب السحر على الساحر، وكعادته يستثمر نفاياته ومساؤه، وأعلن العدوان فرصة لنسيان تاريخه المخزي وجرائمه البشعة، وإذا بالفهلوي فارساً مغواراً ووطنياً، طبعاً ليعود متربعاً على العرش ويورث لابنه وطناً، وعاد الفهلوي المخلوع للواجهة، بفهلويته وغباء حلفائه، ها هو يستخدمهم بفهلوية مفرطة، بأنه قادر على كسبهم شرعية من العدم، شغلهم في محاربة عدوان، وهو في مأمن يديرهم بمعرفته وفق نواياه وخططه الجهنمية.
فساده فاح بروائح نتنه لتملأ الوطن عفنا، جاع الوطن ومواطنوه يعانون فقراً مدقعاً، وهو يبني المدن والقصور والمزارع في أنحاء دول العالم، أمواله في بنوك العالم، ثروة نهبها وأفقر البلد واليوم يستخدمها لتدمير ما تبقى من بلد، فالفهلوي لا يخجل يطل علينا من حين لآخر كزعيم يهدد ويتوعد، واليوم إطلالته أمام ما تبقى من فاسدين وعبيد تحت طاعته، يوحي بنصره على ثورة هذا الشعب الطامح والحالم بمستقبل منشود، كأنه يقول انتصرت عليكم وبتحالفكم العربي بعنجهية وغرور، معلنا دفن المبادرة الخليجية وتهديد المجتمع الدولي ورفضه للقرارات الدولية، ولازال يحرض ويحشد لحربه المدمرة والعبثية ليبقى متربعا العرش وجاثما على كاهلنا،غير مبالي للمعانات وجور الحرب وتداعياتها وانهيار الاقتصاد، مراهن على صبر الفقراء للجوع والجرحى على جراحهم واسر الشهداء على فقدانهم مصدر قوتهم، يرهن على مزيد من الموت والدماء والأشلاء، معلنا أن المرأة اليمنية ولادة، هذا العام ستنتج مليوناً ونصف المليون مقاتل، يقاتل بهم العالم من أجل أن يبقى متربعاً للعرش، إنها بلوة ابتلينا بهذا الفهلوي، وغباء من تحالف معه، استعبدهم، وانبهروا بفهلويته يصفقون له اليوم في وطن غارق بالدماء والجرائم التي تهز مشاعر العالم وهم في حضنه يعيشون ونائمون بالعسل.
الفهلوي قربت خاتمته المحتومة، أنه يستخدم كل أوراقه المتاحة كحاوي يصنع المعجزات، يتحدث عن شرعية وانتخابات واستفتاء بحشد لبعض المرتزقة والمغرر بهم بفهلوية وغباء كقوله (اعتبروها انتخابات واستفتاء بهذا الجمع في السبعين) إنها قوانين الفهلوة، لقد فاته القطار وهو يعلم ذلك، ويستخدم ما تبقى بحوزته من عبيد ومرتزقة ومنبهرين بفهلويته، بشرعية المدفع والكلاشنكوف والدبابة، وهاهم الثوار على تخوم صنعاء قادمون، ستجد نفسك دون حماية وفي قفص الاتهام، حينها سيهلل الشعب اليمني أن الفهلوي في قبضة العدالة ولا مكان له بيننا، وتحرر الوطن من فهلويته وعاش اليمن حراً أبياً دون فهلوي وفهلوة..
أحمد ناصر حميدان
الفهلوي في الزمن التراللي 2369