١- الهدف من جلسة مجلس النواب اليوم "أمس" هو مجرد الدعاية الإعلامية. "المجلس السياسي"، الذي عقدت الجلسة لأجله، لم يعترف به أحد، والذين دعوا لانعقاد النواب يعرفون ذلك.
أما الزخم الإعلامي فقد تحقق، وأما ما دون ذلك فأوهام.
٢- يتخذ القرار في مجلس النواب حسب المبادرة الخليجية التي وقع عليها الرئيس السابق، بتوافق جميع مكونات المجلس، وهو ما لم يتم اليوم.
٣- المبادرة الخليجية هي التي مددت للمجلس، وإذا ضرب بالمبادرة عرض الحائط، فإن المجلس الحالي منتهية صلاحياته منذ سنوات طويلة.
٤- وعلى اعتبار صلاحية المجلس، فإنه وحسب وسائل إعلام صالح والحوثي، فشل الجماعة في توفير نصاب جلسة اليوم في مجلس النواب.
تحدثوا عن جلسة حضرها حوالي ١٤٠ نائباً، وهو أقل من نصاب الانعقاد.
خصومهم تحدثوا عن حوالي ٧٠ نائباً حضروا.
٥- كان يفترض أن يذكر في المجلس أسماء الحضور، وهو ما لم يحدث، لكي لا ينكشف العدد الحقيقي للحاضرين.
٦- دعوني أقول لكم نكتة:
في ٧ أكتوبر ٢٠٠٩ انعقد مجلس النواب برآسة الشيخ يحيى الراعي، رئيس المجلس، لمناقشة الحرب مع المتمردين الحوثيين، وطالب المجلس الحكومة بسرعة الحسم مع التمرد، واليوم في ١٣ أغسطس ٢٠١٦ يطالب المجلس، وبرآسة الراعي نفسه، بشرعنة انقلاب الحوثي على الدولة.
لا عجب أنتم في اليمن...
أبو علي الحاكم في عمران
إحدى قرى مديرية عيال سريح في محافظة عمران، كانت أول معاقل الحوثيين ، تحوث أهلها منذ فترة طويلة، وكانوا أول من أعلن الولاء للحوثي قبل أن يعلم الناس من هو الحوثي.
قدموا تضحيات في الحروب الست، وكانت القرية نقطة الانطلاق لغزو عمران.
يضرب بأهلها المثل في الانقياد للحوثي، وكان أبو علي الحاكم يزورها باستمرار.
منذ بداية الحرب الحالية قدموا الكثير من أبنائهم للجبهات وكانوا ممن يحرض أبناء عمران على القتال مع الحوثيين.
قبل أيام دفنوا عدداً من أبنائهم، الذين قضوا في حروب عبدالملك.
أمس حضر اليها أبو علي الحاكم وطلب من أهلها العمل على حشد الناس من عمران للقتال في فرضة نهم وطالبهم بالتوجه للقتال .
فكان لافتاً عدم احتفاء الأهالي به كعادتهم.
وقد جاء ردهم صادماً للحاكم.
قالوا له: أخبرنا أولاً أين المفقودون من أبنائنا. لن نجهز مقاتلاً واحداً قبل ذلك.
انسحب الحاكم على الفور، وبقي معهم أحد مقربيه يقنعهم.
وممَّا قال لهم:
" اذا لم تعززوا بمقاتلين إلى نهم فثمن الاستسلام باهظ، كوادرنا قتل الكثير منهم، ونعاني من خذلان عسكر صالح".
وفي الأخير كان رد أعيان القرية صارماً: هاتوا المفقودين أولاً، أحياء أو أمواتاً .
ومما قالوا:
قدمنا 79 شهيداً، و٥٥ مفقوداً، و18 أسيراً، أثناء العدوان .
هاتوا المفقودين أولاً...
هذه قصة قرية واحدة من آلاف القرى التي جنى على أبنائها آل "ظلام الدين".
عندما تكون تلك هي الحال، نفهم لماذا تُفبرك قناة المسيرة صور السيطرة على جبال نجران.
المعنويات المنهارة لا ينفع معها الكذب.
د.محمد جميح
في مجلس النواب 1332