الوهم كارثة على صاحبه, وهم يراود الكثير من الواهمين, إنهم متميزون في الشطارة والذكاء, بارعون في السياسة والمدياسة, وهم مناورون عن مصالحهم لا يكترثون لمصائب وكوارث الوطن ومعاناة أبنائه .
حشد وحشد مضاد للجماهير كأداة سياسية تعتمد على تنويم العقول وخلط الأوراق, وصنع المبررات, أسلوب ليس بجديد برهن فشله منذ نصف قرن وهو يحشد وغيره يحشد, خاصة إن كان حشداً لوثن برداء وطني, حشد كإعلان ممول, عندما يشعر بالعجز وقرب النهاية يعلن ليقول أنا هنا, فخرج من السرداب يهذي خاطفاً برهة من زمن في غفلة ليقول كلاماً مكرراً, ليتحدث عن رجولة افتقدها في السرداب, بينما يموت الرجال والنساء والأطفال في الواقع, منطق أهوج ولغة سمجة, ليحقن مناصريه بمصل العدوان وشيطان الإرهاب والأخوان ليبقى سيداً وزعيماً يقودهم كقطيع لجبهات الانتحار كموتى أو قتلة, ليغرر ليوهم من فرطوا له بالعقل والتفكير, والبعض لا يرى أمامه غير وثنه وما يقول, مجرد حشد للمصالح للمواليين, حشد لتبرير حربه على الوطن, لاستمرار عصره المظلم والمجرب ومدان على مر الزمان, ومطارد بجرائم ونهب وانتهاك واستباحة للأرض والإنسان .
من حقك أن تحشد، فحسرتي على مغفل في كل مرة اختياره يقهره, ويقف ضد مصالحه وأي مشروع وطني حق إنساني نبيل, غضبي على قوم ظلموا ونكلوا, وعندما يأتيهم الفرج تململوا, وينظرون بعين أسيادهم, ويتحولون لقطيع خلف المستبد والطاغية, بحشد طائفي وبهدف الدفاع عن المركز المقدس في عيون الجهلة والمتخلفين عن التاريخ والعصر, تحتمون بصنعاء فهي غالية علينا ورخيصة أمام أجنداتكم وأنانيتكم.
احشدوا فالحشد يقرب من أجلكم, لأنكم تنكشفون أمام من تحشدونهم, حشد لعميان يرونك الوحيد المبصر, ومغفلين يرونك الوحيد العاقل, سيكتشفون أنهم لا عميان ولا مغفلين وبالتالي إنك لا مبصر ولا عاقل, فالوقوف أمام مجموعة كبيرة من البشر لتقول كلاماً مكرراً وهدياً تحريضيا غير مبرر, و فجأة صحوا على مشاهد تكرر ماضيهم الآسي وحياتهم البائسة، فإن كانوا طيبي المعشر لاكتفوا بالصراخ في وجهك وسبك، وإن كانوا أكثر شراسة لأرهقت أهلك بالبحث عن أشلائك الممزقة هنا وهناك, فحبل الكذب قصير إن أبصر الأعمى وصحا النائم من سباته, وفي غفلة ينتبه المخدوع, وتظهر الحقيقة ويكتشف الناس زيف الأقوال والشعارات بالسلوك والأفعال, حينها ستطولكم لعنة الجماهير ويا لها من لعنة .
احشدوا فالحشد يخدمنا أكثر مما يضرنا, فالحشد ظاهره صحية, وتعبير سلمي للرأي, يقيد العنف ويلغي السلاح, لكن أن تحشدوا وأصابعكم على الزناد وصواريخكم ترمى على الأبرياء وتدمر المدن فهو حشد قذر لتبرير أعذار وذنوب وقذارة النفوس العفنة .
احشدوا فنحن على يقين أن حشدكم يقرب من أجلكم, لأن مشروعنا وطن وقضيتنا أمة ونوايانا صادقة ونفوسنا أمينة, ومشروعكم وثن وقضيتكم ماضي في حاضر يعيق المستقبل ونواياكم معروفه للقاصي والداني, فأنتم تجربة فاشلة مر بها شعب و وطن منذ نصف قرن من الزمن .
أحمد ناصر حميدان
الحشد على جراح الوطن 1424