"سلميتنا سننتصر" كانت عبارة ثورية راقية المعنى والهدف رافضة للعنف والسلاح, فارضة الحق والمستحق أخضعت الطغاة والمستبدين وهم يملكون أعتى الأسلحة والطائرات والصواريخ للجلوس على طاولة الحوار حوارا نديا صادقا تكشفت فيه خيوط المؤامرة التي كانوا يحيكونها على الوطن فاحت روائح نتنة عبرت عن فسادهم وإرهابهم على شكل صفقات أجهدتني وأجهدتك وأفقرتني وأفقرتك, أنهكت وطنا وشعبا وهم تحولوا رقما متقدما في الفساد الدولي والإرهاب العالمي..
المصداقية والشفافية أنتجت مخرجات حوار الكل يتغنى بها الكل يحملها ذريعة أو شعارا.. الكل ينادي الجماهير ويخاطب مشاعرهم بالمخرجات وفي المقابل يشنعون جلساتها ويكيلون الاتهام لأعضائها ثارة لا يمثلون كل الشعب والمكونات وثارة أجنداتهم خارجية رهانه على الخارج كل ذلك إشاعات تهدف لما حدث اليوم لان الحوار كشف عن حقيقتهم كل الأقنعة والديكورات سقطت في لحظة صدق وأمانة ورسم لنا مسار تحول جديد سياسي واجتماعي مسار فيه الحق والعدل والمواطنة المتساوية فيه القانون والنظام فيه الحساب والعقاب مسار يتكون ويتولد بخطوات بطيئة نتيجة مقاومتهم بالأعذار والأسباب الواهية خطوات بطيئة لكنها تؤدي لنهاية حميدة وتلبي قناعات الجميع من غير المستعجلين الذين لا يعجبهم العجب فاقدي المصالح من تحركهم الأموال وتغريهم الوجاهة والوظيفة التي ليست من مقاسهم فتحركت عجلة التغيير للأمام, فجن جنونهم واعتقدوا أنهم وضعوا البديل منهم وعلى أمل أن يكون تحت أمرهم وطاعتهم فخاب ظنهم وجن جنونهم أيضا.. عجلة التغيير تدور وتدور وتدوس من يقف أمامها فما كان أمامهم غير الاستعانة بقوى العنف بمذهبهم وطائفتهم وسلاحهم لكن بأيادي غيرهم وبدأت المؤامرة وأوقفوا عجلة التغيير وتحولت مخرجاتنا لوثائق وعبارات تردد هنا وهناك ويستفاد منها لضربها يصرخون بأعلى صوتهم لا مناص من الشراكة ومخرجات الحوار وهم يؤسسون حكمهم بالدماء وتحت أفواه البنادق.
هل مخرجات الحوار تشرع للمليشيات ونهب السلاح وتفجير المساكن والمنشآت وتشرع للصراع والقتل خارج إطار القانون والنظام والدولة هل مخرجات الحوار التي تنص على بناء جيش وأمن وطني يستوعب كل أفراد المجتمع جيش وأمن متنوع تنخرط فيه كل الأطياف والطوائف بنسب متقاربة جيش وأمن كانت حاشد وبكيل قوامه الأعلى وممنوع على غيرهم الالتحاق إلا برضا الأسياد والطغاة واليوم استكملتم العدد بمزيد من القبيلة والمذهب والطائفة لتكتمل الطبخة وتلتهمون مؤسسات الجيش والأمن في حضنكم المقدس.
هل مخرجات الحوار شرعت لكم حجز سام الأحمر وإطلاقه خارج القانون والقضاء بعد أن تعشم ذوو الضحايا بتصريحاتكم ووصفه بالصندوق الأسود فسود الموقف وجهوكم.
وأنتم تمسكون زمام الأمن والجيش.. ويصرح صالح ويهدد باجتياح الجنوب في بادرة خطيرة تهدد الأمن والسلم الاجتماعي وهي إعلان حرب.. هل هذه ثورتكم ام هي ثورته المضادة؟!
هل مخرجات الحوار تشرع الاستحواذ على الإعلام ومؤسساته التي صارت اليوم بوقا يتحدث باسم السيد ويترجم عباراته التي لم يستوعبها الشعب؟ صنعوا منه زعيما روحيا وعبارات خاوية لا معنى لها حولوها لمقولات وحكم على الجميع أن يرددها فبل وبعد صرخة إعلام غيب الجميع ويشتم القيادة ويكيل التهم زورا وبهتانا, إعلام تنبعث منه رائحة نتنة من الكراهية والتحريض ضد الآخر قتلا وتعزيرا إعلام يشرع للإرهاب الجسدي والنفسي والروحي.
هل مخرجات الحوار تنص على تكميم الأفواه وانتهاك الحقوق والحريات وما يحدث على الواقع وتنكرونه, يبرهن عن حقيقتكم, عن مساركم المستقبلي, عن نواياكم, عن إستراتيجيتكم.. تعنتكم وعنجهيتكم ستمزق البلد, ستدمر القيم وتعزز الصراعات وتستدعي الفتن الطائفية والمذهبية لأنكم تستندون على زعيم مذهبي طائفي إلا لو تحول بقدرة قادر إلى منديلا اليمن كما قال أحد فلاسفتكم..
المخرجات هي مجموعة قيم ومبادئ إنسانية نبيلة صيغة على شكل عبارات قانونية تنصف الجميع بما فيهم الوطن ولا شيء مما تمارسونه يتناغم مع هذه المخرجات فاتركوها ولا تستخدموها زورا وبهتانا وأعلنوا صراحة عن مشروعكم وأهدافه, لأن الكذب حبله قصير واليوم الكثير قد عرف الحقيقة وندم على مساندتكم وها هي الجماهير تخرج تعبر عن ذلك مهما مارستم من قمع وتهديد ووعيد لن تغيروا من واقع الاحتجاجات بل ستزيدنا إصراراً وعزيمة على استعادة مخرجاتنا وتطبيقها واقعاً معاشاً رغم أنف المستكبرين والطغاة.
أحمد ناصر حميدان
مخرجات الحوار لا تتناغم معكم سلوكا وثقافة 1447