الأخ المشير/ عبدربه منصور هادي,, رئيس الجمهورية المحترم.
بعد التحية والتقدير..
الحمد لله على سلامتكم، وتفاءلنا كثيراً بخلاصك من الإقامة الجبرية التي كانت تفرض عليك في صنعاء ووصولك إلى عدن، كون آمالنا معلقة على أمل أن تقود البلاد إلى بر الأمان, كونك تمثل الشرعية الدستورية, فأنت منتخب من قبل قرابة سبعة ملايين مواطن يمني، ولا زالت هذه الآمال قائمة ولكنها تريد مواقف منك ترفع نسبة هذه الآمال، منذ اليوم الأول لوصولكم إلى عدن منذ قرابة أسبوعين يتطلع أبناء الشعب اليمني إلى ظهوركم العلني عبر خطاب متلفز تخاطبون به أبناء شعبكم مباشرة تكاشفونه بما جرى ويجري.
ومن خلال هذا الخطاب ترسمون ملامح المستقبل والخطوات والرؤية التي ستنتهجونها لانتشال الوطن من محنته، وتطلبون من أبناء الشعب تحمل مسؤوليتهم التاريخية بالوقوف إلى جانبكم من أجل المصلحة العليا، ولكن لم يتم ذلك، رغم الأحداث المزلزلة والمتسارعة التي تشهدها البلاد.
الأخ الرئيس.. اليوم ناشدت الأشقاء في دول الجوار, دعوة الأطراف لإجراء الحوار في الرياض، وهذا أمر جميل ونحن جميعا مع الحوار ومع العمق العربي وخاصة الخليجي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولكن الأولى أولا توجبه الخطاب للشعب والمراهنة عليه، ومن ثم الاستعانة بالأشياء، ليس من أجل إجراء حوار جديد، كون أبناء اليمن قد تحاوروا- بكل مكوناتهم- عاما كاملا نتج عنه مخرجات رسمت كل ملامح اليمن الجديد الذي ينشده الجميع ووقعت عليه هذه الأطراف جميعا، ولتكن المناشدة لإلزام الجميع للبدء بتطبيق هذه المخرجات على الواقع وفي المقدمة استكمال الملاحظات على مشروع الدستور ومن ثم الاستفتاء عليه تمهيدا لإجراء انتخابات مباشرة رئاسية وبرلمانية، وقبل الانتخابات يتم إعداد السجل الانتخابي، مع عدم إهمال القضايا المستعجلة التي شملتها مخرجات الحوار، مع وضع حد للمظاهر المسلحة والسيطرة على مؤسسات الدولة سواء من قبل المليشيات أو اللجان الشعبية، أما الدعوة لحوار دون ضوابط أو أهداف واضحة فهذا قد يثير الخوف والريبة من أن هناك من يريدون نسف ما توافق عليه اليمنيون في حوارهم الوطني، وان وراء الأكمة ما وراءها، رغم ثقتي بوطنيتكم ووحدويتكم.
الأخ الرئيس.. بغض النظر عن ظروف المرحلة السابقة منذ توليكم الرئاسة وحتى وصولكم إلى عدن وعن أي ملاحظات حولها, إلا أن الله قد منحكم فرصة أخرى بصورة تقرب إلى حال المعجزة، فالأمل أن تستغل هذه الفرصة الغالية جداً من أجل الوطن وليس عيبا أن نستفيد من أخطائنا ومن التجارب السابقة مع الاستعانة بخبرات كفؤة ومشهود لها بالوطنية، فالزمن يتسارع والأحداث تتوالى على الوطن، والقرار الذي تفوت اتخاذه اليوم قد لا تتمكن من اتخاذه غداً، وإياك أن تطمئن إلى الدول الراعية للمبادرة الخليجية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، فهذه الدول لا ترى إلا مصالحها ولا تتعامل إلا مع القوي، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
الأخ الرئيس.. سكوتكم وعدم مكاشفة أبناء وطنكم يحبط الشعب، وتباطؤكم باتخاذ القرارات المصيرية يفوت الفرص ويعرض الوطن لنكسات أخطر، فاستعن بالله وراهن على شعبك وكاشفه بما يدور، واجعل عمقك دول الإقليم وخاصة أشقاءنا في الخليج وفق التطلعات التي ترسمونها لوطنكم ويتطلع لها الشعب، وبيدك وحدك أن تجعل من هذا الشعب العريق سلاحا فاعلا بيدك لتقوده إلى إنجاز الطموح الذي يحلم به، وبه ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه، أما التردد فإنه يقود إلى المهالك، ولله در القائل:
إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمة.. فإن فساد الرأي أن تتردد.
أسأل الله لكم التوفيق والسداد ولوطننا الخلاص من محنته.
وتفضلوا بقبول الاحترام.
رئيس كتلة الأحرار بمجلس النواب
عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل
محمد مقبل الحميري
رسالة إلى فخامة رئيس الجمهورية!!. 1489